الثلاثاء، سبتمبر 01، 2020

دوائر الوعي واللاوعي .. تحت دائرة النقد 4/5

 

دوائر الوعي واللاوعي .. تحت دائرة النقد 4/5



دائرة سيف "النصر" الأسطوري           

ــ من الأساطير المهداوية الراسخة، أنّ الإمام المهدي قاتل الكفار بسيف مهدى له من النبي (صلى الله  عليه وسلم)، إتخذ كلٍ من جده الدرّيب المشكك في العقيدة الأنصارية وصديقه برعي، من هذه الدائرة مدخلا لمحاولة إنتشال الراوي من دائرة اللاوعي إلى دائرة الوعي.

ــ إزدادت الشكوك في ماهية هذا السيف، بعد الجدل المثار حول إهدائه للملك جورح الخامس من قبل الإمام عبد الرحمن خلال زيارة سفر الوفد. دائرة السيف هي دائرة متداخلة بين الوعي واللاوعي، يقول الراوي: "إزاء هذا تراوحت مشاعري بين ثنائية الوعي واللاوعي! الآن وعيي يسود على لا وعي! والآن! نعم، الآن وعي يقول بعبارة جدي الدّقم "السيف سيفين! سيف هول الله وسيف هول عبد الله".

ــ إحتار الراوي في ماهية السيف الذهبي الذي يقال أنه عُثر عليه ضمن المضبوطات بعد إغتيال الإمام الهادي، فقد قيل أنّ الإمام إستشهد أثناء مقاومته محاولة إعتقاله بالسلاح الناري وليست ببركة سيف النصر المزعوم أنه هدية من النبي (صلى الله  عليه وسلم) لجده الإمام المهدي، حيرة الراوي مردّها إن كان الإمام الشهيد يعتقد في صحة هذا الإدعاء، فمن الأولى أن يقاتل به عند المحك الأخطر في حياته، بدلاً عن السلاح الناري.

هذا التشكيك، أدخل الراوي في عصف ذهني وحيرة خلال حيز زمني ليس بالقصير من طفولته. هذا التشكيك الضروري للوعي بدد له صورة نجل المهدي التي رآها في منامه ممتطياً صهوة فرسه "ود جبسن" وممتشقاً سيف النصر. يستدرك الراوي قائلاً: "لكني لم أتخيله أبداً متجهاً عكس الشمس بسيف أبيه كما أخبر برعي."

أى في نظره أنّ الإمام قد إنتكس وخجل من مواجهة شمس الحقيقة.

دائرة التضارب والتناقض:

ــ نقل الراوي عن مصدر خارجي ضمن المضبوطات مقتل الإمام الهادي "سيف مقبضه من الذهب الخالص ومكتوب عليه هدية من الملك جورج الخامس للسيد عبد الرحمن المهدي سنة 1925"

المعروف تاريخياً والمتداول، أن سفر الوفد كان عام 1919م، رغم الإشارة ضمن السرد الروائي، أنّ السيف سيفان، فالسيف الهدية الثانية غير معروف تاريخياً، وما هى مناسبة إهدائه من قبل نفس الملك بعد ست سنوات من الهدية المعادة للسيد عبد الرحمن أثناء الزيارة التاريخية؟ وليس مستبعداً أنّ الجهات الضابطة قصدت التشكيك في قدسية سيف النصر، بقولها الضمني، أنّ الإمام الهادي فضّل سيف الملك جورج على سيف المزعوم هديته من النبي (صلى الله  عليه وسلم) لذا لم يحمل الأخير معه، وفضّل القتال بالسلاح الناري من القتال بأي من السيفين،كما من الجائز قصدالجهات القاتلة تبرير إطلاق النار على الإمام لأنه قاوم بالسلاح الناري.

ــ يذكر الراوي أنّ بعض الأنصار يصفون الإمام عبد الرحمن ب "صاحب الروح" ويعتقدون أنه المسيح عيسى بن مريم، ويقول: "من أقوال جدي الدّقم التي صادفت هوى في نفسي وقتها وصفه الإمام الهادي ب "صاحب الروح". هذا الخلط إن لم يكن من الراوي، يظهر عدم جدّية العقيدة الأنصارية، إذ أن هذه الصفة غير قابلة للتوريث عقائدياً.

ــ يذكر الراوي أنّ عبارة "الله أكبر على من بايع وأنكر" من أتباع الإمام الهادي في ذم أتباع السيد الصادق الرافض لتولي عمه زعامة الحزب والأنصار معاً. والدرّيب يراهم رأسين لابسين جبة واحدة. وفي موضع آخر يوضح السرد أنّ الهتاف كان يردد في وجه النميري الذي تنّكر حسب وجهة نظرهم لعقيدة أبيه وحق جوار أسرة الإمام، كان ذلك في مدنية أم جر على النيل الأبيض في مستهل زيارته التاريخية التي مهّدت لضرب الجزيرة أبا في مارس 1970م.

المعروف أنّ إنشقاق حزب الأمة إلى جناحين كان قد حدث خلال إنتخابات عام 1967 وإنقلاب النميري كان في مايو 1969 فإن تكرر ذات الهتاف، قد يعني أنّ السيد الصادق في نظر أنصار الإمام الهادي في مرتبة عداوة النميري.

ــ في موضع يقول الراوي: "في صباح الثلاثاء 31 مارس 1970 بدأ يتناقل من صمد في داخل المدينة معلومة تقول بتوجه المواطنين المتواجدين بمنازلهم إلى خارج الجزيرة.

ــ ويذكر في موضع آخر أنّ مقتل الإمام الهادي بسلاح ناري كان نهار الإثنين 31/03/1970م قرب مدنية الكرمك.

والصحيح أن هذا اليوم يوم الثلاثاء وليس الإثنين، ولأهمية هذا اليوم التاريخي، ليس مستبعداً أن أنصارالإمام الهادي تعّمدوا تزوير هذا اليوم لأسباب روحانية تتعلق بأفضلية يوم الإثنين على يوم الثلاثاء.

يتبع ....

//إبراهيم سليمان//

6 أغسطس 2020م

ليست هناك تعليقات: