الاثنين، يوليو 09، 2018

مطلوبو الجنائية .. سهر الدجاج ولا نومو

مطلوبو الجنائية .. سهر الدجاج ولا نومو

 أرّقت فانتو بنسوده خلال الليالي الفائتة، مضجع رأس النظام وبقية المطلوبين (عبدالرحيم حسين، وأحمد هارون وكوشيب) لدى المحكمة الجنائية الدولية، فقد نجحت بدعم متصل من قبل ابناء الضحايا، في إعادة مذكرات التوقيف الصادرة ضد هؤلاء القتلة في مارس 2009م إلى أروقة مجلس الأمن وواجهة المجتمع الدولي بصورة لافتة، دون اعتراض أو تعليق سالب من قبل مناديب الخمسة الكبار، مما يعني تجدد الامتعاض الدولي من رأس القتلة ونظامه الدموي، في وقت ظنّ هؤلاء أن رياح المتغيرات الدولية، قد اخمدت نار الجنائية، وما دروا أن نار الجنائية، نار "بُتاب" لن تموت ابدا برياح عابرة، طالما هناك من تعاهد على النفخ فيها إلى أن يمثل للعدالة اصغر مشتبه مدرج اسمه اسفل قائمة الـ 51 المطلوب مثلوهم لدى مدعية الجنائية الدولية.
هؤلاء القتلة، لا ينبغي أن ندعهم ينامو ابداً، لذا نذّكر رأس النظام أنه القائل لجنوده "لا اريد اسيرا ولا جريح"، وهو القائل لنفسه على ملأ من حاشيته " قتلنا ناس دارفور بدون وجه حق، وأن قاتل النفس البريئة لن يدخل الجنة ولن يشم رائحتها ابدا".

ونذّكر عبد الرحيم حسين انه القائل في جديد السيل "لا نريد انسان او بهيمة من الطينة الي الفاشر ومن جنوب السكة حديد الي شرق الجبل، ونذّكر احمد هارون انه صاحب التصريح الأشهر "أكسح، امسح".

وإن نسى البشير او تناسى، نذّكره بإفادات احد زبانيته وهو الملازم أول /ابراهيم يوسف فضل المولى، المنشق عن الجيش السوداني 2012م حيث كشف في حينه عن تجاوزات وفظائع مريعة ارتكبها رفاقه في قرية حسكنيتة في العام 2007 تنفيذا لتعليمات صدرت للجيش بحرق القرية بالكامل قائلاً: "في احدى المنازل كان بداخله امرأة مسنه كفيفه حاولت الخروج من المنزل لحظة الحريق، لكن احد زملائه الضباط قام بدفعها بقوة الى داخل النيران المشتعلة في المنزل". هؤلاء الجنود الذين يركلون العجزة الأحياء في النيران المشتعلة بلا جريرة، هم ذاتهم الذين ظلوا يصدِّعون رؤوس الناس بالهتافات الجوفاء من شاكلة "في حماك ربنا، في سبيل ديننا"!!

منذ مارس 2009م بات رأس نظام القتل والإبادة الجماعية في موقف لا يحسده عليه احد من العالمين، رغم انه ظل يخادع نفسه ويمّنيها بالمجد الزائف، بتعمد رفع جناح المكابرة من الذل على الشعب السوداني الكريم، الذي ورّط نفسه في انقلابه المشؤوم على إرادته وتقويض شرعية حكمه، واستمع إلى نفسه الأمارة بالسوء، والطوّاقة للدم الحرام، ولم ترتوي منها لعقود من السفك والسحل المتصل للأبرياء في ربوع الهامش.

وإن نسى البشير نذكره بذلكم اليوم العصيب، يوم الأثنين 15 يونيو 2015 والذي نجا فيه بأعجوبة من قبضة العدالة بجنوب افريقيا، يوم ان بكى غندور اشفاقاً على سوء مآله وهوانه على الناس.

وإن نسى نذّكره بيوم هروبه قبل ذلك من نيجيريا في 15/07/2013م تاركاً اسمه مدرجاً في قائمة المتحدثين، وقد نودي عليه مراراً بينما كان ترتعد فرائسه في الخرطوم، لم يتمكن حتى من لملمة اوراقه او توديع مضيفه.

ونذّكر رأس النظام أنه تسبب في إحراج المملكة الأردنية الهاشمية بمشاركته الثقيلة في قمة جامعة الدول العربية المنعقدة في 29 مارس 2017م، إذ أن المحكمة الجنائية الدولية وبّختها على عدم إيفِائها بالتزاماتها، وتنفيذ طلب اعتقاله وتقديمه إلى المحكمة تنفيذا  لنظام روما الأساسي الذي وقع عليه الأردن منذ عام 2002م.

ونذّكره باعتذاره رغماً عن انفه عن عدم المشاركة في قمة الرياض، التي جمع الرئيس الأمريكى دونالد ترمب وقادة دول إسلامية في مايو 2017م، رغم تلقيه دعوة "مراكبية" من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وتأكيد حضوره لهذه القمة، التي طال حلمه بمثلها، وطاقت لها نفسه لكسر حاجز العزلة والحظر المفروض عليه من حضور فعاليات الرؤساء والوفود الأمريكان. والسبب مذكرة توقيف الجنائية الصادرة بحقه. ولذات السبب نذّكره بزيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي جون سوليفان للخرطوم في نوفمبر 2017م ورفضه القاطع مقابلة رأس النظتام المطلوب دولياً، والاكتفاء بلقاء وزير خارجيته إبراهيم غندور.
ونذّكره ان الرئيس الكيني أوهورو كينياتا قد مثل طواعية في اكتوبر عام 2014م أمام المحكمة الجنائية الدولية في جلسة استماع بشأن اتهامات موجهة له بالتخطيط لجرائم ضد الإنسانية، مبدياً شجاعة نادرة، ومسبباً إحراجاً بالغا للقتلة الهاربين. وقد جاء في كلمته أمام البرلمان الكيني، قبل مغادرته "إنه سيتوجه إلى لاهاي بصفة شخصية، وليس بصفته رئيسا للدولة، حتى لا يقوض سيادة أربعين مليون كيني."
وبهذا الخصوص نذّكره بما قاله له شيخه وعرّاب نظامه الراحل الترابي "يا اخي ما تمشي وتسلم نفسك للجنائية"، وذات الشيء بات يردده الكثر من رموز نظامه منهم محي الدين الجميعابي ومبارك الكودة حيث قال الأخير "دعوتي للبشير بالذهاب إلى لاهاي والتمثيل أمام المحكمة الجنائية حتى لو أدى ذلك لإعدامه تنطلق من مبدأ الرحمة بالشعب السوداني، الذي يدفع ثمن ملاحقة المجتمع الدولي للبشير “.

كل قاتلٍ إن طال عمره يوماً

إلي مقصلة العدالة محمول

ولا نامت اعين القتلة والجبناء


//ابراهيم سليمان//

ليست هناك تعليقات: