الثلاثاء، مارس 16، 2010

بعد الشهيد محمد عبد الله موسى ... الدائرة على من؟

بعد الشهيد محمد عبد الله موسى ... الدائرة على من؟

النتيجة المنطقية لفلسفة الحركة الإسلامية الأب الشرعي لنظام الإنقاذ القائمة على مبدأ التستر على موبقات قادتها ، إنهيار دولة القانون وإفساح مجال التشفي واسعا لسدنتها ، ومع التسامي على العدالة و وإنتفاء مبدأ المساءلة لمنسوبي أجهزة النظام الفاشي ، يصبح الموت الزؤوم تحت آلة التعذيب والتصفية الجسدية لطالب ثوري في ريعان شبابه ، لا يملك سوى الكلمة الجرئية والموقف المبدئي المناهض للظلم والطغيان حدث عادي كما صرح بذلك أحد ضباط النظام.

كيف لا ورئيس الطغمة الحاكمة متهم بإرتكاب جرائكم ضد الإنسانية من شاكلة التطهير العرقي والإبادة الجماعية ؟ .. لم لا تغتال أجهزة النظام الشهيد الطالب محمد عبد الله موسى بحرالدين ، إن كان رئيس النظام يكافئ منفذي مثل هذه الجرائم بالترقي الوظيفي؟ .. وأي وازع يعصم هؤلاء من إزهاق دم الشهيد الشاب وإهدار آدميتة إن كان ملالي القصر يصدرون الفتاوى التبريرية لكل جرم يرتكبه منسوبي النظام؟
إن هذه الجريمة النكراء يعكس بوضوح مدى إستهتار نظام الإنقاذ بأرواح المواطن السوداني ... وعدم مبالاة أجهزتها العدلية بإرتكاب الجرائم ، فالشهيد محمد عبدالله قد تم إقتياده (على عينك يا تاجر) من أمام كلية التربية جامعة الخرطوم مقر دراسته ، وكان الأجدر بزبانية الأجهزة الأمنية التحلي بالشجاعة وإعلان مقتله داخل أوكارهم والطلب من ذي الشهيد الحضور لإستلام جثمانه الطاهرة ، فليقولوا لهم أي شئ ، إبنكم الشاب قد أخافنا ، وشكل خطرا على أجهزتنا فقصدنا تخويفه ضمن مهامنا الموكل إلينا وفارق الحياة دون قصد ، مثل هذا المسلك بالتأكيد يتقبله ذوي الشهيد بشكل أفضل من إلقاء جثمان إبنهم الطاهر بتلك الطريقة المهينة ، الأمر الذي يبرهن أن التنكيل والإزلال مقصودان أيضا .. وبإمكان زبانية النظام إغتبال من يشاؤوا غدرا من أي مكان خفي دون إعتقاله علنا ، مما يؤكد أنها ترمي من فعلته الشنعاء هذه توصيل رسالة ، مفاده القتيل المهين لنشطاء الهامش ، خاصة الذين نغصوا مضاجعهم ، وعكروا صفوا مستقبل قادتهم ... ومن مؤشرات تأييد النظام لمسلك زبانيته تدون الجرم تحت المادة 31 إجراءات ، ولم تنف أجهزتها الأمنية أنها قامت بإعتقال الشهيد وهنا تتجلى قمة الإستهتار واللامبالاه.

أي دافع يأطر لإرتكاب مثل هذه الكبيرة وبتلك الكيفية إن لم تكن الكراهية وعنصرية نظام الإنقاذ الجهوي ، فالشهيد محمد عبد الله موسى عليه الرحمة والمغفرة لم يكن قائد حركة متمردة ، أو شخصية سياسية ، أو ممولا ، وإستهدافه ليس إستهدافا لشخصه ، بل لشريحته الطلابية وجهويته وإثنيته.

نظام تسلق أسوار السطلة بحبال الكذب ، وجبل على الخداع وتزييف الحقائق ، من الطبيعي ألا يصدق أحد مخرجاته للأحداث ، فقد فقد أجهزتها الأمنية الأحترام ، وأفتقدت مؤسساته العدلية ثقة المواطن ، لذلك من المؤكد أن ما تسفر عنها تحرياتها لا تنطلى على أحد ، لأن تاريخ النظام وقرائن الجريمة تدعم ما رسخت في ذهنية المواطن ، أن خصوم النظام يوارون الثرى مع ملابسات إستشهادهم وما تعلنه أجهزة النظام ما هي ذر الرماد في العيون.

الشهيد محمد عبد الله بحر الدين ليس أول ضحايا نظام الغل والعنصرية ... بالتأكيد لن يكون آخرهم ، فكلما إزداد روح النظام الدموي حّرقةً ، إزدادت شراهة أجهزتها للقتل بدم بارد ... شب عناصر النظام على لعق دماء زملائهم القانية ، وشابوا على مص أدمغة خصومهم ... والشارع السياسي تكييف على المشاهدة الغير ممتعة ، منتظرا الملائكة تتنزل من السماء لتتصدى لمكائد نظام الإستبداد والبطش نيابة عنهم!!

وفي ظل هذا الإستهداف الممنهج ، من قبل نظام تحلل من الدين والخلق الإنساني ، وبما أن الحفاظ على النفس مقدم على ما سواه ، فقد ظللتّ أناشد ولا أزال إخوتي النشطاء من أبناء دارفور الشرفاء بالإلتحاق بثورتهم العادلة والظافرة بإذن الله كيفما إتفق ، عليهم بالهجرة إلى الأراضي المحررة ، أرض الحفظة والتوحيد ... وتأتي وجاهة هذا الخيار ببساطة لجهة أن المجازفة بالبقاء تحت سمع وبصر أجهزة نظام عنصري حاقد متعطش للتشفي والغدر ، يعتبر حماقة على الأرحج يكلف الناشط حياته بدم بارد ، فدائرة المكائد لم تتوقف مالم تّغير إتجاهها لتدور على النظام نفسه ... التعليم ملحوق ، ومنابر السياسة ليست في الخرطوم وحدها.
ibrahimbasham@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: