الخميس، أكتوبر 28، 2010

حوار د. محمد أحمد منصور ـ الجزء الأخير


حوار د. محمد أحمد منصور ـ الجزء الأخير
· حركة التحرير والعدالة تجد منا كل الدعم في مسعاها لتوحيد الحركات المسلحة وتوحيد مواقفها التفاوضية.
· المقارنة بين قضية الجنوب ودارفور مخلا بقواعد التحليل الموضوعي.
· وضعية حزب الأمة لا تمكنه سوى تقديم مقترحات الحلول والسعي للمساهمة في حل قضية دارفور.
· علاقة الحزب بإيران أضرت بنا كثيراً.
· انفصال الجنوب سيفرز معادلة سياسية جديدة تختلف وسائل التعامل معها عما كان عليه الحال من قبل.
· القول بفك الارتباط بين الجنيه السوداني والدولار محض هوس سياسي لا قيمة له.
· التفاؤل بانفصال سلمي للجنوب فيه ضرب من الخيال.
· شتان ما بين حق تقرير المصير الواردة في مقررات أسمرا والموقعة عليها في نيفاشا.
· حقول النقط نغمة حلت بغرب كردفان حولت مناطق شاسعة إلى صحارى.
· على قيادات حزب الأمة أن ترتفع لمستوى التحدي الوطني وترك الانشغال بصغائر الأمور حتى إشعار آخر.
الدكتور محمد أحمد منصور نائب أمين المهجر وعضو الهيئة المركزية العليا بحزب الأمة القومي كادر مصادم وقيادي جسور، مزج التحصيل العلمي والخبرة الإكاديمية بالممارسة السياسية المتراكمة، رجل إستطاع الإحتفاظ بحرارة الشخصية السودانية الأصلية وحفاوة إنسان كردفان الشهم رغم طول بقائه وسط برودة المجتمع الإنجليزي بشكل عام، من مواليد ابوزبد بشمال كردفان، درس الإقتصاد بجامعة الخرطوم، ونال الماجستر (إقتصاد زراعي) والدكتوراة (تسويق) من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، ترأس قسم العلوم الإدارية بجامعة إم درمان الإسلامية، كما عمل مديراً للمكتب التنفيذى لوزارة المالية – بالانتداب خلال الديمقراطية الثالثة، وباحثا ومحاضراً بجامعة ويلز بالمملكة المتحدة والآن يعمل مستشاراً إقتصادياً بلندن، شارك في إنتفاضة شعبان 1973 وحركة المقدم حسن حسين وإنقلاب محمد نور سعد، أجرينا معه حواراً شاملاً وساخناً رد خلاله بإجابات لا تنقصها الصراحة عن تساؤلات ظلت تدور في أذهان الكثيرين، منها ما تتعلق بالمواقف والشأن التنظيمي لحزب الأمة القومي، ومنها إيضاحات لإستفهامات ظلت منتصبة فوق الساحة السياسية دون الحصول على إجابات شافية

تناول الجزء الثاني من الحوار مع د. منصور الأوضاع التنظيمية داخل حزب الأمة وحسب رأيه يرى أن الآوان قد آن للإستغناء عن منصب الأمين العام والإستعاضة عنه بالمكتب المركزي وأن الخروج من عباءة الحزب والمشاركة فى نظام شمولي لم تحمل أي منفعة عامة غير المصلحة الذاتية، مشيراً إلى أن العمل المعارض يجب أن لا توضع له سقوف أو يتم حصره تحت مسمى جامد، كما أوضح أن الدولة المدنية تمثل طرحا يطمئن المسلمين وغيرهم بان حقوقهم محفوظة ومرعية، وأن المؤتمر السابع دلل على الوعي والحس القومي لجماهير الحزب، وتبني فكرة التمييز الإيجابي لأبناء دارفور، ورداً على التساؤل عن معاير الأفضلية لتولي المناصبب القيادية ذكر د. منصور أن التضحية والتأهيل خارج هذا النطاق، ومن أدواء الحزب كشف عن تواصل الشلليات والتواصل الانتقائي وشرح مبرراته عدم مبايعة رئيس الحزب أماماً للأنصار موضحا أنهم كأبناء ريف قد دفعوا ثمناً باهظاً دفاعاً عن فصل الرئاسة عن الإمامة
مواصلة لما إنقطع من حوار في هذا الجزء الأخير تناولنا معه مواقف الحزب من قضية دارفور وقضية الجنوب وتداعيات الإنفصال المرتقب ومقضايا أخري إقتصادية

· د. منصور هنالك من أبناء دارفور من يعتقد أن مهادنة حزب الأمة للنظام أكثر من تعاطفه مع مأساتهم، ما هو تعليقكم علي مثل هذه التهم؟
هذا قول لا تسنده الوقائع - حزب الأمة القومي علي كل مستوياته ظل وسيظل مهموما بقضية دارفور وقد كانت له مساهمات واضحة في سبيل حل الأزمة وتخفيف معناه أهل دارفور الذين هم أهله وجماهيره في المقام الأول ولكي نكون منصفين فان الحزب وفي حدود ما هو متاح وممكن لم يدخر وسعا في مناصرة والعمل علي حل قضية أهلنا في دارفور كما سعت تنظيمات الحزب خارج السودان لتقديم كل ما هو ممكن لنصرة القضية العادلة لأهل دارفور والتي أعتقد أنها أيضا تمثل أنموذجا لقضايا أقاليم أخري في السودان. طبيعة النظام الحاكم في السودان وبالتالي وضعية حزب الأمة القومي في ظل هذا النظام لا تمكنه من ممارسة أي وسيلة ضغط ( اللهم إلا تنظيم مسيرات مناصرة للقضية - ربما) سوي تقديم مقترحات الحلول والسعي لدي دول الجوار للمساهمة في حل هذه القضية العادلة.

· هل تعتقد أن مبررات مطالبة الأخوة الجنوبيين لحق تقرير المصير غير متوفرة لدي ثوار دارفور؟
علي الرغم من عدالة قضية دارفور ومناصرتي التامة لمطالبها العادلة إلا أن عقد مقارنة بين القضيتين يعتبر مخلا بقواعد التحليل الموضوعي. كما أن المطالبة بتقرير المصير هي وسيلة وليست غاية – أي بمعنى إذا استحال إيجاد الحل للمشكل فان المطالبة بتقرير المصير تكون نتاجا حتميا لفشل التوافق بين الفرقاء.

· ما هو موقف حزب الأمة من محادثات الدوحة الجارية الآن بين النظام وحركة التحرير والعدالة؟
إبتداءا لابد من التأكيد بان أية خطوة في طريق وقف نزيف الدم وتخفيف المعاناة عن النازحين بالمعسكرات وخارج الوطن من أبناء أهلنا في دارفور لابد أن نقف معها بكل ما نملك من وسائل الدعم والمؤازرة ودون الالتفات إلي أية مكسب حزبي. ثم إن الحوار كان دائما وسيظل هو المحطة الأخيرة لكل نزاع مسلح، لذلك فان حركة التحرير والعدالة تجد منا كل الدعم في مسعاها لتوحيد الحركات المسلحة وتوحيد مواقفها التفاوضية بحيث تكون المحصلة النهائية هي تحقيق مصلحة إنسان دارفور بل والسودان ككل، يقيني أن حزب الأمة القومي علي جميع مستوياته يجب أن يقف مع هذا الجهد.

· بعد رفض المؤتمر الوطني مقترح حزب الأمة بتشكيل محكمة هجين للمطلوبين دوليا من رموز النظام والذي تدعمه لجنة أمبكيي، وبعد إضافة تهمة الإبادة الجماعية لقائمة التهم الموجهة ضد الرئيس البشير، هل لا يزال حزب الأمة عند تحفظه من تسليم رأس الدولة للمحاكمة في لاهاي؟
هنا أقول وبكل أسف لا أدري!

· طرح المؤتمر الوطني مؤخراً، خيار الكنفدارالية ـ دولتان تحت رئاسة واحدة دورية، ما تقيمكم لهذا الطرح وهل حزب الأمة يدعم هذا الخيار؟
لماذا لم تكن الكنفدارالية من ضمن الخيارات المطروحة أساسا في بند تقرير المصير. المؤتمر الوطني أدخل نفسه في ورطة وادخل معه السودان كله في جحر ضب. من الواضح أن اتفاقية نيفاشا لم تكن عملا إراديا خالصا من طرفي التفاوض وإنما كانت هناك إملاءات فرضتها جهات خارجية أكبر نفوذا وأقوي تأثيرا – علي الأقل علي المؤتمر الوطني، إذ لا يعقل أن يأتي بند الاستفتاء حاملا لخيارين فقط الوحدة أو الانفصال. وهل يوجد علي مر العصور شعب أو مجموعة خيرت ما بين البقاء تحت مظلة نظام كانت تحاربه أو الانفصال عنه فاختارت البقاء تحت مظلته – الخيار الطبيعي أن تختار الانفصال وهذا ما يحدث الآن. إن الخمس سنوات ونيف التي مضت منذ توقيع أتفاق نيفاشا لم تكن شراكة الشريكين فيها سوى شراكة المشاكسة ومن ثم انعدام الثقة بينهما بحيث لا يقبل اي طرف اقتراحا من طرف آخر مهما كانت المصلحة من وراء ذلك المقترح. يتحدث الشريكان عن أن نصوص الاتفاقية تلزمهما بالعمل معا لجعل الوحدة خيارا جاذبا ولكن واقع الحال ومنذ أن تم توقيع الاتفاقية يقول بغير ذلك، بل أطلق كل جانب العنان لمجموعات ذات نزعة انفصالية لتأجيج وإزكاء الفتنة، صعقت لما سمعت يوما من برنامج حواري في قناة الجزيرة شخصا عرف بأنه الأستاذ الصحفي ورئيس مجلس إدارة صحيفة يملكها هو أسمه الطيب مصطفي سمعته يقول وبمليء فيه عن فرص الوحدة بين الشمال والجنوب يقول "هذه الوحدة الكريهة" ! لو قال شخص ما في دولة لها قانون وتحترم قانونها مثل هذا القول لقدم إلي محاكمة فورية ونال العقاب الرادع علي جرم يسمى "إثارة الكراهية" "والدعوة لتفتيت الوحدة الوطنية" علمت فيما بعد أن الصحيفة التي يملكها ويديرها كانت تسير علي هذا النهج منذ مدة ولم توقف إلا في الآونة الأخيرة، في المقابل فان مجموعات في الجنوب تسير مواكب وتقيم المهرجانات تدعو فيها إلي الانفصال – إذا أين صوت العقل وإلزامية بنود الاتفاق للعمل معا من أجل الوحدة. الدعوة لبدائل للانفصال في رأيي تعد من باب "القليل في الزمن الضائع".
بالتأكيد كل سوداني (من الجنسين) يحز في نفسه أن يرى وطنه يتمزق ويتشظى ذلك لان انفصال الجنوب لو تم فسوف لن يكون الأخير في السودان وحزب الأمة القومي بحكم تكوينه السياسي ظل يعمل علي مر السنين علي الحفاظ علي وحدة السودان منذ عهد مناهضة الاستعمار ظل شعارنا "السودان للسودانيين" وهو اليوم أحرص ما يكون علي إدراك أية سانحة يمكن أن تعيد الأمل علي أن الوحدة ممكنة ولكن يجب أن لا ننسى أن كل الخيوط ممسك بها المؤتمر الوطني وهو وحده يتحمل مسؤولية انفصال الجنوب.


· اتفاق نيفاشا مستنسخ من مقررات أسمرة 95 الموقعة من قبل كافة قادة التجمع والتي ضمنت حق تقرير المصير للأخوة الجنوبيين، بأي قدر تتحمل هذه القوي انفصال الجنوب؟
شتان ما بين نص وروح حق تقرير المصير للجنوب المنصوص عليه في وثيقة المقررات المصيرية في اسمرا 1995 وحق تقرير المصير الذي نصت عليه اتفاقية نيفاشا. حق تقرير المصير حسب نص اتفاق نيفاشا مربوط بخطوات تنفيذية لاحقة وذات خيارين فقط لا ثالث لهما (إما الوحدة وإما الانفصال)، ما كان مطروحا في أسمرا تم تحت روح مغايرة تماما وكانت الحركة الشعبية تحت قيادة متمكنة من تسيير الأمور داخل الحركة وبالتالي كان حق تقرير المصير في جوهره اعتراف بعدالة قضية الجنوب واعتذار مبطن للإخوة في الجنوب بان حقوقهم لم تراعي في السابق بالقدر الكافي من الاهتمام.

· هل تعتقد أن حزب الأمة بذل كلما في وسعه لوقف تمزيق وحدة البلاد؟
نعم، في حدود ما هو ممكن، ووفقا لمعطيات الظرف السياسي الراهن.

· حسب قراءتك هل تعتقد أن انفصال الجنوب سيسهل منافسة تنظيمات المعارضة للمؤتمر الوطني أم سيصعبه؟
السؤال هو هل سيكون هناك سودان بعد انفصال الجنوب؟ انفصال أية جزء من دولة يترك آثارا تراكمية يستحيل التنبؤ بها وبمدى حدتها. فانفصال الجنوب سيشكل سابقة قانونية تغري حركات احتجاجية قائمة وربما التي ستنشأ مستقبلا بإتباع نفس النهج والاحتجاج لدى المجتمع الدولي بتطابق قضيتهم مع سابقتها – وما أشبه قضايا الهامش بعضها ببعض. من جانب آخر فان انفصال الجنوب سوف يؤثر سلبا علي موارد الدولة في الشمال بعد أن يؤول ريع بترول الجنوب للجنوب دون قسمة. هذا يعني أن دولة الشمال سوف تواجه بوضع مالي صعب ينجم عنه نقص مريع في الخدمات العامة والتي هي أصلا تعاني من نقص مريع، هكذا وضع كفيل بإثارة القلاقل السياسية في الشمال. سيكون الوضع أكثر خطورة لو أدى الانفصال إلي نزاع مسلح بين الشمال والجنوب – سواء كان هذا النزاع نظاميا (بين الدولتين) أو غير نظامي (حروب قبلية في مناطق التماس). نشوب مثل هذه النزاعات المسلحة لا قدر الله معناه دخول السودان في حرب أهلية أسوأ من تلك التي في الصومال. باختصار انفصال الجنوب سوف يفرز معادلة سياسية جديدة تختلف وسائل التعامل معها عما كان عليه الحال من قبل.

· باستثناء أحزاب اليسار السوداني، كافة التنظيمات العقائدية السودانية (حزب الأمة ـ الحزب الاتحادي ـ المؤتمر الوطني) تحتفظ بعلاقات طيبة مع حكومات الملالي بإيران رغم عداوتها لدول الخليج واستمرارها في تشيع المنطقة، برأيك ما هي القواسم المشتركة بينهما؟ وهل ترى خطأ إستراتيجي في هذه العلاقات؟
فيما يتعلق بحزب الأمة القومي ففي الحقيقة أرى أن علاقاتنا (المزعومة) مع إيران أضرت وستضر بنا كثيرا خاصة بعد خسارة التيار الاصلاحي لزمام السلطة في إيران. الوضع السياسي الراهن في إيران أسوأ وضع يمكن أن يشهده بلد ينشد الديمقراطية، واستمرارية علاقتنا به يضعنا في خانة كمن يؤمن بشيء ويأتي ضده. نحن حزب يطالب بالديمقراطية وبسط الحريات واحترام حقوق الإنسان فكيف نقيم علاقات طيبة مع نظام قمعي. صحيح أن إيران في حالة مواجهة مع السياسات الأمريكية الشرق أوسطية غير العادلة بل والمتهورة ولكن هذا لا يعطيها الحق في قمع شعبها وزعزعة الأوضاع في دول الجوار. من ناحية العقيدة أيضا فالأنصار ليسوا بشيعة بل السودان كله لم يعرف المذهب الشيعي كممارسة إلا ما سمعنا به أخيرا في ظل هذا النظام من انتشار لمراكز الشيعة في إرجاء السودان المختلفة وبخاصة العاصمة. وعلي كل مسألة التشيع أو غيره لم تعد من القضايا الجوهرية فكما الإنسان مخير في الاعتقاد ابتداء (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فليس هناك كبير هم في أي مذهب يتبع، ولكن يظل احترام و صون حقوق الإنسان الذي كرمه الله معيارا فاصلا للتعامل ما بين التنظيمات والدول والإفراد.

· بصفتك مستشار اقتصادي، منذ سنوات فكت السلطات السودانية ارتباط الجنية السوداني بالدولار، ما هي الأضرار المترتبة علي مستقبل الاقتصاد السوداني من هذا الإجراء.
القول بفك الارتباط بين الجنيه السوداني والدولار محض هوس سياسي لا قيمة له ولا تأثير في عالم الاقتصاد. عالم اليوم لم تعد فيه المعاملات الاقتصادية مرهونة باستقلالية دولة ما بعيدا عن منظومة التعاملات الدولية. فمثلا لو قومت الحكومة سعر البترول واحتفظت باحتياطياتها النقدية باليوان أو اليورو أو أي عملة أخرى ففي النهاية يدخل الدولار في سلة العملات التي ستحدد قيمة البترول أو حجم الاحتياطي من العملات الأجنبية. ثم ما هو حجم النشاط الاقتصادي السوداني السنوي حتى نفك ارتباطنا بالدولار نكاية بالأمريكان. الاقتصاد السوداني تنفعه السياسات الاقتصادية المتسمة بالشفافية والمهنية والتي تطمئن المستثمر الوطني والاجنبى بأنه يعمل في ظل مناخ يحكمه القانون ويتمتع بالاستقرار.

· هل تتوقع تدهور قيمة الجنية السوداني بعد انفصال الجنوب؟
بكل تأكيد، بل وقد بدأت البوادر منذ الآن حيث نشطت حركة الطلب الإفتراضى (Speculative Demand) علي الدولار منذ مدة تحسبا لما سينجم من شح في العملة الأجنبية بعد فقدان الشمال لنصيبه من البترول المستخرج من الجنوب - ويبدو ذلك جليا في التدني المستمر لسعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار وبما لا يقل عن 30% خلال الست أشهر الماضية. ولعل هذا يفسر لنا خطل القول بفك الارتباط بين الجنيه السوداني مع الدولار – ومن شدة تعلقنا بالدولار فان القادم إلي السودان وهو يحمل عملة مثل الجنيه الاسترليني مثلا يجد صعوبة في تصريفها لدي المؤسسات المالية بل وحتي فروع البنوك في بعض الأقاليم وقد مررت بهذه التجربة شخصيا في إحدى إجازاتي السنوية، بينما يمكنك تصريف الدولار حتى في الأسواق الريفية.

· حقول النفط بغرب كردفان هل هي نعمة علي المواطن أم نغمة؟
هى نغمة حلت ببيئة كانت صالحة للزراعة والرعي فبدأت حقول البترول تحول المساحات الشاسعة من تلك المناطق إلي صحارى جرداء نتيجة تخلص شركات البترول من كميات كبيرة من الزيت المخلوط بالماء علي مساحات واسعة من الأرض. كل شبر مسه مثل هذا صار من المستحيل نبت أية فصيلة من النباتات في ذلك المكان أي تدمير دائم للبيئة. ثم ما هى الفائدة المادية التي جناها إنسان تلك المناطق؟ لا شيء.

· برأيك هل ترى أن تصدير البترول شكل عنصر إغراء لترجيح خيار الانفصال لدي للأخوة الجنوبيين؟
بلا شك شكل وسيشكل عنصرا مساعدا لترجيح كفة الانفصال.

· رسالة توجهها لشريكي الحكم وهما علي أعتاب هاوية تقرير المصير؟
بكل أسف ( سبق السيف العزل) وكما يقول المثل السوداني (المقتولة ما بتسمع الصايحة). لقد وجه النصح لشريكي الحكم من قامات سياسية وخبراء كثر وطنيون وأجانب ولكن يبدو أنهم لن يستبينوا النصح حتى بعد ضحي الغد.

· نداء ترسله لقيادات حزب الأمة بمختلف تياراته؟
أقول لكل القيادات رفقا بالكادحين من منسوبي هذا الكيان في القرى والبوادي والمدن، فقد صبروا وصابرو كثيرا علي أمل أن يلتفت الحزب إلي مخاطبة والتحرك الفاعل لحل قضاياهم والتي هي قضايا الشعب السوداني المغلوب علي أمره تحت ظل هذا النظام. فلترتفع القيادات لمستوى التحدي الوطني وليتركوا الانشغال بصغائر الأمور حتى إشعار آخر.
>إنتهى<

ليست هناك تعليقات: