الخميس، يناير 29، 2009

قادة الإنقاذ يصرحون ثم يفكرون

لم يكف مستشار رئيس النظام مصطفى عثمان إسماعيل من إطلاق تصريحات جوفاء بين الفينة والأخرى يكشف خواء مداركه وتفضح تناقضات نظامه فاقد البوصلة ، فعبر تصريحاته لراديو سوا مؤخرا وأكدها لقناة الجزيرة إتهم الحركة الشعبية بأنها تلعب دور سلبي في قضية دارفور وتحاول جاهداً إضعاف المؤتمر الوطني وتراهن على الحلول الأجنبية ناقضاً بذلك تصريحات سابقة له إتهم فيها الحركة بالسمسرة بالقضية وأنها ليست لديها ما تقدمها لثوارها.
جاءت تصريحات المستشار الأخيرة بعد إفشال قادة الثوار المجتمعين في جوبا لمخططات سرت ونجاح جهود الحركة الشعبية في توحيد الفصائل التي أنفق حزبه أموال طائلة من أجل تشظي قادته من هذا المنظور يعتبر دور الحركة سالب فقد إنتهج المؤتمر الوطني سياسة فرق تسد منذ أن فقد المنطق ، أكد ذلك الفريق سلفا كير زعيم الحركة الشعبية من داخل القصر محملاً حزب المؤتمر الوطني مسئولية تصدع حركات دارفور وهذا التصريح ليس على عواهنه.

الآن تيقن المستشار أن الحركة بإمكانها تقديم الكثير والمثير لكافة قوى الهامش وفي هذا المنعطف أقر أن هنالك من يستطيع إضعاف حزب الغارق في جنون العظمة وعلى قادته أن يفيقوا من غيبوبتهم الطويلة منذ أن منحت نيفاشا عمرا إضافيا لحاكمية حزبهم وعقدوا الرهان على الشراكة الإستراتيجية مع الحركة الشعبية لخوض الإنتخابات أفسدها سوء تقديراتهم فقد أقر الفريق سلفا في واشنطون أنهم كانوا يرفضون فوز حزب غير المؤتمر الوطني في الشمال قد يتنكر لإتفاق نيفاشا ، إستقدم الفريق فعل الماضي كانوا بعد إعلانه أنه فقد الثقة في رئيس النظام البشير وحزبه مما يعنى إعلان فض الشراكة وفي الوقت نفسه أكد الفريق إعتزامه الإنتظار في حضن الشمال حتى موعد الإستفتاء ليقرر الناخب الجنوبي مصير وضعيته ، لا شك أن مضامين تصريحات سلفا سوف يربك حسابات قادة المؤتمر فاقدي المنهجية من الأساس ، وضمن تصعيد وتيرة تشاكس الحليفين المتناحرين واللعب بالنار حول آبار النفط فقد أصدر رئيس النظام توجيهات بفتح معسكرات الدفاع الشعبي فأعلن قادة ثوار دارفور وليست قيادات الحركة الشعبية حالة إستنفار قصوى ولا أعتقد أن مستشار الرئيس وزملائه الساسة قد إستوعبوا الحدث.

برهنت المنعطفات الحادة والمستمرة للبلاد منذ مجئ نظام الإنقاذ أن سياسات قادته خبط عشواء وأن كافة ممن تصدوا لإدارة الأزمات هم ضيقوا الأفق وسطحيو التفكير ، يصرحون ثم يفكرون بعدها في التخريجات ، حاور أحد الصحفيين العرب الرئيس المخلوع جعفر نميرى بعد أن ركله الشعب السوداني وتبين له أنه خالي الذهن فتساءل بإستغراب كيف حكم هذا السطحي الشعب السوداني الواعي لمدة ستة عشرة سنة ، ولو تابع ذاك الصحفي تصريحات وإفادات قادة نظام الإنقاذ لضرب كف على كلف حيرة في كيفية إستمرار هؤلاء الظلاميون فاقدو البصيرة الشعب السوداني لمدة ثمانية عشرة سنة ولا يزالون.

الحقيقة التي لا مراء فيها أن نتيجة جميع ساسة الجبهة الإسلامية في الإمتحان المفتوح على نسق مباريات المصارعة الحرة مسموح فيها إستقدام كافة الوسائل المشروعة والمحرمة أما مشاهدين كممت أفواههم ووجهت مدافع إلى صدريهم ، نتيجة هؤلاء الساسة "لم ينجح أحد" على الرغم من السماح لجميع أعضاء الفريق وكافة الفرق المتحالفة والمتعاطفة معهم إلا أن واقع المجتمع السوداني قد هزمهم متحدين ومنشقين ، لم ينجح أحد فقد شيخهم اللياقة واخرج باكراً ومؤخراً فقد حواره الأستاذ على عثمان طه وقاره وتضعضعت مهابته فقد صمت دهراً ونطق كفراً في في المرحلة الأخيرة من المباراة وبالمقابل فقد نجحت قبضة أجهزة نظام الجبهة الأمنية ولو أميط اللثام عن أفواه الشرفاء وأطلقت الحريات خلال أربع وعشرون ساعة قد يصبح النظام في خبر كان ويجتر الظلاميون الذكريات ويهمدون في تدوين الأيام الخوالي.

مسالة الفشل إنعرفت مصيرها بقي كيفية الخروج من حلبة المصارعة هل بقى منهم من يوفر الغطاء ويؤمن المُخارجة السالمة ، إن وجدوا عليهم إستباق الضربة القاضية وترقب مفاجئات الشعب.

ليست هناك تعليقات: