الجمعة، يناير 30، 2009

دكتور البوني يبرئ الحكومة من المسئولية في دارفور

"فيا أهلنا في دارفور إن الحل بيدكم وليس بيد القوات الدولية أو الإفريقية أو الهجين أو المختلطة أو حتى قوات من كوكب آخر. رحم الله المقدم إيهاب وألزم أسرته المكلومة وكل أهل مصر الصبر وأنزل شآبيب رحمته على قبره"
بالفقرة أعلاه إختمم دكتور عبداللطيف البوني نعيه الأليم في عموده الراتب بصحيفة الرأي العام بتاريخ :02/06/2007 للمقدم إيهاب المصري الجنسية و الذي قتل ليلا في المنزل الخاص التي جهز له بالفاشر وترحم عليه ولم يترحم على الذين قتلوا نهار ذاك اليوم من أبناء دارفور في معسكرات النزوج اوفي أكواخهم الاصليه جراء غارات المليشيات الحكومة الغادره.

يُذكر أهلنا في دارفور الحبيبة بأن مضلة توفير الأمن والإغاثة ورد المظالم والمساءلة التي خدشت الضمير الإنساني العالمي بأيدهم وهم وليس بيد غيرهم ، وبهذا التلفيق يحملهم مسئوليه التكالب الأممي وتداعي الشعوب على دولة السودان ، ولم يتفضل والدكتور ويفسر لنا كيف التصدي للغارات الجوية بالشطارة ام بالجسارة؟ أم انه غير مصدق أن هنالك عمليات حربية في دارفور؟ ولم يفند لنا كيفية لجم مليشات صلاح غوش وحرس حدود عبد الرحيم حسين المحمية جواً؟

هل هذه الرمية تعني أن يتوحد ثوار دارفور لطرد كافة عملاء حكومة المركز لتجفيف مصادر التمويل والتسليح لمليشياتها ثم إحتلال المطارات لإغلاق المجال الجوي في تلك الأراضي ، وإعادة الأراضي المنزوعة لإصحابها في مجالس الجودية ، لا أعتقد أن كانت لدينا هذه القدرات أن نطلب المساعدة الأمنية الدولية وكذلك لم نتبنى الإنتماء للمركز في أطروحاتنا الثورية.
أم أنه بهذه الإيماءة يلتمس منا أن نستشعر المثل القائل "أنا وإبن عمي على الغريب" ونقول للمجتمع الدولي لملم عددك وشيك معاك حزمك وأننا سوف نصطبر على ظلم مركزنا إلى أن يهديهم الله ويتقوه فينا فإنهم إسلاميون سوف ترق قلوبهم بعد حين ويردوا لنا مظالمنا وما أصابنا كتبه الله لنا وما ميشناه نزوحا خطا كتبت علينا ونحتسب كل الأذي لله وثمنا للوطنية وصونا لسمعة بلدنا السودان؟ قد يكون هذا ممكنا إذا إعترف النظام بمظالمنا وإلتزم بعدم إرسال طائراتها إلإ لحمايتنا من أسراب الجراد الصحراي الزاحف من تشاد أو ليبيا او ساري الليل من عبر افريقيا الوسطى والكنغو ، وتتبرء من مليشيات الجنجويد وكشف لنا هوياتهم وزودنا بكشوفاتهم ، وكشوفات الذين تجاوزوا التعليمات الحكومية وإنتقموا لأنفسهم بإرتكاب إنتهاكات مدنية هناك. وشرع في تشيد القطاطي التي أحرقتها وعاد لنا إدارتنا الأهلية السابقة وكذلك فريقنا القوي إبرهيم سليمان.
دكتور البوني يرى في الفيل ويطعن في ضله ، لم بتجرء ويرفع عقرته قائلا للفيل يكفي هذا بالله عليه أرفع أرجلك عن هؤلاء الغلابة بعد أن اصحبت ديارهم خرابا وصارت أراضيهم يبابا من بطش خرطومك الغليظ ومداساتك الخشنة ، ويلزمك حملهم على ظهرك الداكن إلى بر الأمان ، وتوفير الحماية لهم من الغربان التي تفقع العيون وتردمها كذلك ، لم يجرء على ذلك خشية أن يرشه الفيل الظالم بزخات ماء من جوفه العميق فمخافة الله عنده قليلة.
المقدم إيهاب ربنا يرحمه ولكن لماذا هذه الحنية الزائدة عليه ، أليست دولته المحروسه هي التي سحلت نازحي دارفور مع رفقاء دربهم أبناء الهامش الباحثين عن ملاذات آمنه ، اي ذنب جنوه ، الضباط العظام الذين قدموا بحماس يشتم منه رائحة الثأر في نفس الطائرة التي اقلت نعش المرحوم أيهاب مع (شوية) جنود كانوا قادرين لتأمين حشر جميع طالبي اللجؤ بميدان مصطفى محمود في أبو زعبل دون سحلهم ، كيف تتسع معسكرات النزوح في إسرائيل لطالبي اللجؤ من أبناء دارفور وتضيق بهم ساحات مصر المؤمنة بأهل الله؟ هل هرول هؤلاء الضاط العظام إلى الفاشر حبا في عيون الدافوريين العسلية أم وإستثماراً في جراحاتهم الغائره؟ وموتاً في دولارات عفواً يوروهات المنظمة الأممية ، أليست هذه اسئلة مشروعة ووجيهه ، ثم لماذا هذا التهليل والتعظيم لهؤلاء الضباط العظام أليس ممكنا أن يستدعوا للتعزيز في حلايب إذا توتر المثلث مستقبلاً ، أم فاكرين أن العطية قد سادت لدولتهم الشقيقة ، إنها عطية من لا يملك لمن لا يستحق ، لماذا يستبعد أن يكون قاتل المقدم إيهاب المصري أحد الناجين من محزرة ميدان مصطفى محمود؟
ختام ذالك النعي الأليم بذاك العبارة ينتقص دون شك من سداد هذا الطرح وموضوعيته.

ليست هناك تعليقات: