الأحد، فبراير 01، 2009

فلتكن رئاسة الفريق سلفا ترياقاً لإنفصال الجنوب -31-7-2008م

تساءلت في مقال سابق عما تفعلها الحركة الإنفصالية بأصوات المهمشيين وذلك في أعقاب تدشين قطاع الشمال بالحركة الشعبية لنشاطها بالمقرن العام الماضي ، وينتصب ذات التساؤل أمام سعادة الفريق سلفا كير النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الحركة الشعبية ويستوضح بإلحاح عن فحوى إعلان حركته لشخصه المبجل كمرشح للإنتخابات الرئاسية المرتقبة العام القادم ، هل تراجعت حركته عن قناعاتها الإنفصالية التي باتت مكشوفة للجميع ؟ ومع كل صباح جديد المشكل في هذا الأمر يزداد يقينا ، أم أنها ترجو من رئاسته للسودان تأمين الإنفصال السلس للجنوب وتوفير الغطاء الآمن لنقل كافة الممتلكات الخاصة بهم؟

قبل أيام قلائل وخلال تصريحه له في حوار صحفي ذكر الفريق سلفا أن معظم الجنوبيين لديهم نظرة سالبة تجاه الشمال وهو كجنوبي لديه الإحساس نفسه فلماذا يطمح في رئاسة بلد يكن لغالبية مواطنيه نظرة سالبة؟ قد يكون مقبولاً إن كان المرشح الرئاسي لديه قدر من السماحة و التفاؤل كالذي يتمتع به الدكتور على الحاج ويشاركه الإعتقاد أن سبب الجفاء الجنوبي الشمالي مرده لنظام الإنقاذ الجهوي وسيزول بفوزه ، أما إن كان يرى الأمر أبعد من ذلك فلا معني لترشيحه ، اللهم إلا إن كانت حركته ترجو من فوزه بالرئاسة حل مشكلة اببي وجعل الوحدة جاذبة لمواطني الجنوب الذين يقررون بأصواتهم مصير الإقليم ليس بمعزل عن تأثير ساستهم.

الإجابة على تساؤلنا غاية في الأهمية لأننا بإفتراض فوز الفريق سلفا بالرئاسة وفوز إقليمه بتقرير المصير تلقائياً يصبح الرئيس أجنبياً علينا ويلزم أهل الشمال إجراء إنتخابات رئاسية في أقل من سنتين هذا في حال إجراء الإنتخابات في موعدة عام 2009 ، هنالك ثمة تساؤل آخر ذات أهمية لمن يتطلع للفوز بأصوات المهمشيين من مرشحي الرئاسة وهو كيفية التعامل مع محكمة الجنايات الدولية ، هل يسلم المطلوبيين كافة أم يوفر الحماية لبعضهم ، هذا التساؤل رغم حساسيته لا يحتمل الوسطية في البرنامج الإنتخابي ، تُسلم أو لا تُسلم ، يا أبيض يا أسود.

في الوقت الراهن يرتعد فرائص الفريق عمر البشير من إتهمامات لاهاي ولم يعد يفكر في الإنتخابات الرئاسية ، ومن لاهي نفسها خلال أشهر يحدد مصير صلاحية الفريق سلفا لرئاسة الجمهور من عدمه ، قرار لجنة إعادة النظر في توصية الخبراء بشأن حدود منطقة ابيي هو المحك ، أن أقرت التجاوز أم لم تقر تعني التصعيد بين الشمال والجنوب لا يستطيع أحد التكهن بمداه ، وترشيح الفريق سلفا لا يصلح إلا في ظروف وفاقية هادئة ، حتى أن حدث التصعيد مع المجتمع الدولي بسبب المطلوبيين لمحكمة الجنايات الدولية تنكمش معها نفوذ الحركة شمالاً.
من المؤكد حزب الأمة القومي سيختار الوقت المناسب لإعلان ترشيح الإمام الصادق المهدي للإنتخابات الرئاسية ، لذا أن فرص الفريق سلفا للفوز بالرئاسة ليست سهلة ، حسب التقديرات إستحالة إحراز أحد المرشحين الثلاث من أصوات تؤهله للفوز بالرئاسة خلال الجولة الأولى ، وإذا أفترضنا أن الفريق سلفا تأهل لخوض الجولة الثانية مع أي من المرشحين فإنه لن يحالفه الفوز في ظل إتفاق التراضي الوطني ، إن تنافس مع البشير فإن أنصار البحر والختمية يصوت له وأنصار الغرب قد يصوتون لسلفا (الوحدوي) وإن تنافس مع الإمام الصادق فحتماً سيخسر الجولة ، طالما هنالك أمثال المهندس الطيب مصطفى والأستاذ عبد الرحمن الزومة يدغدغون عواطف الدين والعرق لأعضاء المؤتمر الوطني ، من هنا تبرز أهمية تواصل الحركة الشعبية مع التنظمات السياسية ذات الثقل الجماهيري ، وتتحدث بثقة على أن فوز الفريق سلفا بالرئاسة يضمن وحدة السودان ويحق العدالة فربما يتواضع الجميع ويحسم أمر رئاسة مسبقا بعيداً عن نظرية الحشاش يملأ شبكته.

أتمنى صادقاً أن أسمع من الفريق سلفاً وعداً بمناشدة الجنوبيين على التصويت لصالح الوحدة حال فوزه بالرئاسة ، كما أرجو أن يكون شجاعاً ليعلن تبرؤه من المجرميين أينما وجدوا ومن يكونوا ، وإن كان فوزه يشكل ضماناً موثوقاً للوحدة تراب السودان ويجهض إنفصال الجنوب الحبيب بسبب تطرف نظام الجبهة الإسلاموية وضيق أفق أهل الإنقاذ ، إن كان ذلك كذلك يجب على الجميع مؤزرته والوقوف معه بقوة ، فهو رمز لأهل الهامش ما أن ترك التوجه الإنفصالي ، إنسان الهامش عموماً وأهلنا في الجنوب على وجه الخصوص يستهلون أكبر من رئاسة السودان وإستعلاء أهل المركز مقدور عليه في ظل تكريس النظام التعددي للحكم والإنقاذ المشئوم يعتبر آخر حلقات الشمولية وسيطرة الشمال والوسط والفصل الأخير من مسلسل التراجدي السوداني.

ليست هناك تعليقات: