الخميس، يناير 05، 2012

أهي قناعة أم قلة حيلة؟... سؤال لبحر ابوقردا

أهي قناعة أم قلة حيلة؟... سؤال لبحر ابوقردا
في حواره مع صحيفة الرأي العام طالب القائد بحر ابو قردا بالواقعية والموضعية وذكر أن هنالك اكثر من عشر ألف فاقد تربوي في (كلمة) وحدها وتساءل إلى متى ننتظر؟ وذكر أنهم أي النازحين كلما قعدوا أكثر سيتضررون وهم يشعرون بأنهم تم إستهلاكهم بصورة كبيرة

كل هذا الكلام نتفق فيه مع القائد بحر الذي لا نشك في نقاء سريرته وصدق نواياه ولعلمنا أن الثورة لم تندلع عفو الخاطر، وأن الثورات لا ترهن بزمن وهو كقائد سياسي وميداني ومن أوائل مفجري الثورة تخطيطا وتنفيذاً نتساءل إن كان لهم سقف زمني لتحقيق المطالب؟ وبلا شك انهم قد حسبوا حساب لإفرازات الحرب فما هي تقديراتهم للفاقد التربوي وخلافه من الإفرازات هل كانت أقل من هذا الرقم؟ و ليس من المعقول أن تعبئ مشاعر الناس وترفع تطلعاتهم وتشعل الحرب في المنطقة وتتشرد الأهالي ومن ثم تقول لهم في منتصف الطريق كفاية "كده" أرجعوا إلى قراكم لو "قعتوا" أكثر ستضررون أكثر دون توفير ضمانات حقيقية للمطالب الأساسية، وإن كان هذا حال القادة فإن الثورة الدارفورية عبثية بدون شك، على الأرجح أن الرضى من الغنيمة بوثيقة لا ضامن لها سواء حسن النوايا لست من قناعة وإنما من قلة الحيلة، ذلك ان نظام الإنقاذ الذي ظل ينكث على عقبه طيلة فتره حكمه ولا نرى سبباً يدفعه للإلتزام بهذه الوثيقة على وجه الخصوص.
وثورة دارفور كجزء من ثورات الهامش هدفها الأساسي التحرر من قضبة وجور المركز ومن المستحيل تحقيق هذه الغاية في ظل اي نظام شمولي ناهيك عن نظام الإنقاذ العنصري والدموي إن أراد القائد بحر الواقعية، فالحديث عن تحقيق العدالة في ظل إستمرار هذا النظام فيه شئ من الخيال ببساطه لأنه الخصم والحكم، والمتورطون في كبائر الجرائم قادة إنقاذيون في أعلى المستويات، بإمكان القائد بحر الحديث عن إمكانية تقديم بعض المساعدات المادية والخدمية لمواطني المعسكرات اما غير ذلك فهو أوهام وأماني.

أي أنسان صاحب ضمير حي يرق قلبه إن زار المعسكرات، لكن هل كل محبي الخير قادرون على حل مشكلة إنسان الإقليم، القائد بحر يعلم أن الغالبية العظمى من رفاقه لا يزالون يرفعون السلاح في وجه النظام، وإذا افترضنا أن نظام الإنقاذ صدق هذه المرة ونفذ من جانبه ما حوتها وثيقة الدوحة بحذافيرها هل تعتقدون أنكم وحدكم قادرون على إحلال السلام العادل والمستدام في المنطقة، إذا اخذنا في الإعتبار أن كافة التنظيمات السياسية يعارضون إتفاق الدوحة وأظنك فهمت ما قاله لكم شيخ الترابي خلال زياتكم الأخيرة له بالمنشسية، لقد خسرتم رفاقكم ثوار الهامش ولم تكسبوا التنظيمات المركز التقليدية ولاشك أنكم لاحظتم فتور مشايخ المعسكرات تجاه وفدوكم.
تريدون ان تبدوا برتق النسيج الإجتماعي، كيف ترتقوه وغيركم يمزق، نعتقد عدم إمكانية رتق النسيج الإجتماعي بدون تأسيس جهاز قضائي قوي يقوم بمحاكمات عادلة تهيئ على تصفية النفوس، ومن رأينا إستحالة الإصلاح المجتمعي في ظل إنخراط الإدارات الأهلية في هياكل أجهزة المؤتمر الوطني فهل التحرير والعدالة لديها الصلاحيات وقادرة على إعادة تشكيل هذه الإدارات؟ ومتى سيرفع النظام حالة الطوارئ لتنزل نصوص الإتفاقية ارض الواقع؟

ذكر القائد بحر أنهم يرفضون أي عمل موازي للدوحة لأنه لا يفيد دارفور ولا السودان وعلى الأمريكان وغيرهم يجب أن يدعموا الدوحة على حد قوله، هذا الكلام فيه الكثير من إحتكار الفهم وإدعاء الإلمام المطلق بمطالب اهالي دارفور والشعب السوداني، والتحرير والعدالة ما هي حركة من حركات دارفور الثورية كبر حجمها أم صغر، ووثيقة الدوحة ليست تنزيل مقدس لا يأيتها الباطل من بين نصوصها ويكفي القدح فيها اراء خبراء عدول إستعانت بهم الحركة نفسها أمثال المحامي الرقم كمال الجزولي والقانوني الضليع محمد عبد الله كبج والباشمهندس عبد الجبار دوسه، ومثل هذا القول فيه تسفيه للآخرين وهم كُثر وخُلص من أبناء دارفور وعموم السودان ولا أظن أنهم يقبلون المزايدة على صديقتهم وحرصهم على رفع المعاناة عن كاهل شعبهم، وعن وجوب الدعم الأمريكي لإتفاق الدوحة نذكر القائد بحر أن المبعوث الأمريكي السفير دين إسميث منذ تعينه صرح انهم يرفضون تكرار الإتفاق الثنائي فبأي صفة توجبون عليهم الدعم المطلق ولماذا يدعمون إتفاق الدوحة وليس أبوجا؟
نأمل تقدير مجهودات الآخرين وترك مساحة للتواصل مع بقية الرفاق وتأمين خطوط الرجعة ودنيا "دبنقا دردقوا بشيش" ونتمنى ألا تضطروا لحلب التيس.
آفاق جديدة/ لندن







ليست هناك تعليقات: