الثلاثاء، يونيو 23، 2009

إن طرقت الفرصة بابك أدعوها للمبيت

إن طرقت الفرصة بابك أدعوها للمبيت
صوت من الهامش
في المناسبات المتوقعة أن تكون دسمة ومتميزة الحضور ، يقول المثل الدارجي "إن دعوك ما تباطئ ، وإن ما دعوك قوم قاطع" أي عليك بالتهيؤ والحضور المبكر إن قدمت لك الدعوة ، وإلا عليك لفت نظر الداعيين إلى وجودك في حال عدم دعوتك ، أُزجي هذه الحكمة لقادة الحركات والفصائل الثورية بدارفور بخصوص مؤتمر جويا المزمع عقده نهاية شهر يوليو المقبل لأكثر من 17 تنظيما سياسيا لمناقشة القضايا المصيرية للبلاد ، لأن الدلائل تؤكد أن هذا الحدث سيكون له ما بعده حال إنعقاده بغض النظر عما تسفر عنه ، والتخلف عن المشاركة في هذا المعطف السياسي الأهم ، يعتبر بمثابة التولي يوم الزحف لكنس آخر تقليعات الأنظمة الشمولية البغيضة ، وقتل شبح تمزيق وحدة البلاد ، ومن يتخلف عن نيل هذا الشرف يضع نفسه في طائلة السفه السياسي ويصبح تلقائيا لا مؤخزا في تصرفاته.

من المؤكد إن المؤتمر الوطني لن يدخر جهدا في محاولاته لإفشال هذا الحدث التاريخي ، ولن يألوا مسعى في التشكيك في نوايا المؤتمرين وتخوينهم والمشئ بالنميمة بين قادة التنظيمات ، وبالتأكيد سوف تفشل هذه المخططات اليايئسة ، لجهة أن هذه التظيمات ليست لديها خيار آخر للتشبث بالحياة ، ولعل إعتزام المؤتمر الوطني عدم المشاركة في المؤتمر قد أثلج صدور ممثلي التنظيمات المشاركة لأنه بمسلكه هذه قد أعان التجمع على نفسه في العزلة الطوعية ومن مصلحتهم عدم عدوله عن هذا الموقف ، بل يجب عرقلة مشاركة المؤتمر إن قرر ذلك بدواعي سوء النية المبيته لنسف إلتئام الشمل الوطني في هذه الحالة.

أشرنا في مقال سابق إلى أن على ثوار دارفور الرجوع إلى ما قبل أبوجا للبحث عما تركوه في تلك المحطة من ثوابت متفق عليها قبل أن تتفرق بهم السبل ، وتعتبر مؤتمر جوبا القادم سانحة مواتية لتوفر فرص الوساطة من قبل زعماء لا يشكك أحد في وطنيتهم ، كما نبهنا إلى أن مقررات أسمرة للقضايا المصيرية لا تزال صالحة الإستعمال والمرحلة يتوجب نفض الغبار عنه ورتق الثقوب التي إحدثنها عراك السنين لتصبح مظلة تقي التجمع هجير الساحة السياسية وهجر المؤتمر الوطني على الفهم والوطنية.

في الوقت الراهن جويا من حيث الزمان والمكان أكثر أهمية من الدوحة والقاهرة وطرابلس ، ومكمن الخطر عليه يأتي من واشنطن ، وليس مستبعدا أن يطالب وفد المؤتمر الوطني بتأجيل عقد المؤتمر بحجة تأثيرها السلبي على المحادثات الجارية الآن كآخر محاولة لإنقاذ إتفاق نيفاشا من الإنتكاسة المححقة ومن الجائز أن يساوم قادة النظام بتقديم تنازل جوهري مقابل تخلي الحركة عن فكرة عقد المؤتمر لتكتل الـ 17 بجوبا خاصة وأن السيد غرانيتش حريص على تفادي أية مواجهة مع النظام وغير مكترث للآخرين ، ومصدر الخطر أيضا على جوبا يأتي من لاهاي حيث أن قرار لجنة التحكم في مسألة أبيي المتوقع إعلانه في القريب العاجل لا شك سوف يربك الكثيرين من تنظيمات الشمال وقد تضعها إجباريا في خندق المؤتمر الوطني حتى إن قضت المحكمة لصالح الحركة الشعبية يصعب عليهم التسليم به.

لقد غض تنظيمات التجمع الطرف على خذلان الحركة الشعبية لهم بتوقيعها إتفاق نيفاشا منفردة وتفهمت رغبة الوسطاء في هذا الخصوص والآن أحسب عودتها لعروة تلك التكتل تتم أيضا بمباركة السوطاء نتيجة إستمرار المؤتمر الوطني اللعب بذيله وممارسة هوايتة المراغة المعهودة عنه ، على ثوار دارفور أيضا التغاضي عن المواقف السالبة للحركة تجاة إستحقاقات أهل دارفور ومحاولتها قمع الثوار سياسيا خلال اللقاءات التي نظمتها لتوحيد فصائلهم عام 2007 بجوبا وتورط بعض مليشياتها في إغتيالات سياسية لقادة الثوار الحكمة تحتم تجاوز هذه المحطات لأن المؤتمر القادم لا تخص الحركة الشعبية وحدها وإنما أهميتها تنبثق من ضرورة التأكيد على الإنحياز لتيار الأغلبية.

ليس مهما أن يستجب المؤتمرين لكافة مطالب أهل دارفور في هذا المؤتمر حال إنعقاده ، ولكن الأهم التأكيد على أن ثوار دارفور ومن خلفهم أهليهم ليس لديهم مشكلة مع كافة التنظيمات الوطنية وإنما مشكلتهم مع المؤتمر الوطني فقط لا غير بسبب إستهدافه الفج لوجودهم ومكتسباتهم المتراكمة عبر التاريخ ، ولا غرو أن الحضور المكثف للثور في هذا المحفل الوطني سيشكل هزيمة نفسية ومعنوية لقادة المؤتمر الوطني وتعريته أمام المجتمع الدولي بما فيه حلفاء النظام أرباب المصالح الآنية ، ومن هنا يتوجب على قادة الثوار إغتنام الفرصة للعب بولوتكيا على اصوله ، يقول مثل الغربي "إن طرقت الفرصة بابك دعها للمبيت" وإجتماع أكثر من 17 تنظيم وطني يضم كافة التنظمات الوطنية المعارضة في حاضرة المهمشين بغية التخطيط لتطويق خصم لدود حاربه الثوار منفردين ، محفل ينبثق من هكذا أهداف بلا شك يعتبر فرصة لن تتكرر على الإطلاق ومن الغباء التخلف عنه تحت اية زريعة.

ليست هناك تعليقات: