الخميس، أبريل 02، 2009

حبل المهلة يربط المتهم ويفضل

حبل المهلة يربط المتهم ويفضل
ببطء ولكن على يقين ٍ Slowly but sure أن حبائل مذكرة محكمة الجنايات الدولية سوف تطوق رئيس نظام المطلوب دوليا في آخر المطاف إذا أمد الله في أجله ، ولا أحد يستطيع التكهن أيهما يسبق الآخر إلى جنبات المشير الهارب المنية أم الدنية؟ هل كل مرة يعتزم المشير السفر خارج البلاد تنعقد مجلس عائلته الكريمة برئاسة المهندس الطبيب مصطفي وتصدر فتاوى من هيئة الأفتاء الشرعي ومجلس علماء السودان وإنتظار الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية؟ إن كان كل ذلك ممكنا علي المشير الإحتراز من شراك نعله ورباط جزمته أن فكر في وضعها فوق رؤساء الغرب لأن حبائل لاهاي اوكامبو وحده يعرف أشكالها وأماكن إختبائها.

إلغاء مذكرة التوقيف دون مثول رئيس النظام غير وارد ، وتمزيق وثيقة روما سابع المستحيلات ، والحبل تتمطى كل يوم والخطورة تتزايد بإطراد عكسي مع قوة إمساك النظام بمقود السلطة ، فالذين يعارضون تسليم رأس الدولة من المعارضة الوطنية بلا شك سيؤيدونه فور إزاحته من سدة الحكم ، لذلك كل من تسول له ذاته منافسة المشير المطلوب دوليا في الإنتخابات الرئاسية قد تقطع أوصاله بتهمة فتل حبائل التطويق والتعاون الضمني مع لاهاي.

حماقات النظام المتكررة أفقدته عدة فرص لرد إستحاقاقات أهالي دارفور العادلة وطلب الصفح من ذوي الضحايا وطئ الخلاف ، أما الآن فقد خرج طلب الصفح من دارفور وإستقر في لاهاي ولا يزال إمكانية رد بعض الإستحقاقات من قبل النظام قائمة إن رغب في نفض البعض مما إلتصق به من عار لأن أهالي دارفور بالغي أمرهم لا محالة ، ودعنا نعكس المثل في مثل هذه الموافق ونقول بيد عمر لا بيد زيد.

وقف تقتيل الأهالي والحكم الذاتي للإقليم الموحد والتعويضات وقسمة الثورة والسلطة ليست من الصعوبة الإتفاق عليها إذا جلس النظام بصدق مع كافة ممثلي المجتمع الدارفوري ، بالإضافة إلى تحقيق العدالة في الجرائم العامة غير الجنائية الدولية ، نصف هذا المشوار يمكن إنجازه بتسليم الملف للفريق إبراهيم سليمان وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين من أبناء دارفور ووقف جدي للعمليات العسكرية بالإقليم ورفع القيود على العمل الإنساني الدولي.

الرئيس المطلوب دوليا يكرر على مسامعنا أنه غير مكترث بلاهاي وقراراتها وبصورة مهينة ووجه منكسر يستجدى الزعماء العرب التوسط لإلغاء مذكرة توقيفه ، يجلس على كرسي وثير بإسم الشعب السوداني الأبي ليقدم طلباته الشخصية لزعماء من ورق منهم من ورث الحكم ومنهم من إنتزعه بفوهات البنادق ليلا لو إجتمعوا على قلب رجل واحد لما إنتزعوا حقوق شعوبهم من ذبابة ، خاب الطالب والمطلوب ، أين الشهامة؟ أين النخوة؟ أين عزة النفس؟ ما أقدم عليه رئيس النظام في قمة الدوحة لم يسبقه عليه رئيس سوداني قط ومع ذلك هنالك من يحلف بالطلاق أنه أرجل راجل!!!

بكل المعايير موضوع المذكرة كان هامشي في مداولات قمة الدوحه ، ورفضها من جنس الشجب والإدانة لا أكثر ، وفي تقديري أن بيان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بخصوص المذكرة قبل أسبوعين كان أقوى في نبرته وكلماته من البيان الختامي لقمة الدوحة ، والأمين العام الجامعة العربية قد أشار إلى عدم تسييس العمل الإنساني ، رئيس النظام أهدر الوقت المخصص له في تعريف الزعماء العرب بدور المنظمات الدولية مثل أكسوفام البريطانية وكيفية عملها ويتجاهل الغارة الإسرائيلية على أراضي السودان.

ولعل وقوف القمة مع الجلاد وتجاهل الضحايا لهو أبلغ برهان على عدم أهلية الدوحة لإستضافة أية محادثات مستقبلية بشأن قضية دارفور رغم أن مراميها منذ البداية لم تخف على أحد وهي المزايدة في الشأن الإقليمي ، وقد أصبح هذا الأمر أكثر وضوحا من الزعل المصري والتي بلا شك قد باتت تنظر للتحرك القطري المتنامي بمثابة قطع الأرزاق ، ورب ضارة نافعة فقد تجدد الأمل في تقارب ثوار دارفور بالقفز فوق الدوحة.

سودنة العمل الطوعي التي أفرزتها حمى أوكامبو سيقود إلى تدخل دولي من شكل آخر ، وما يمور في رأس هلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية في الوقت الراهن هو حظر الطيران فوق سماء دارفور ، حينها حبل التوقيف سوف يلاحق رئيس النظام داخلياً ، وشَبه كردتستان العراق سيلاحق دارفور خارجياً مما يعني أن النظام يسرع لف حبل المهلة حول عنق رئيسه.

ورقة الخدمات الجاسوسية والمعلوماتية التي قدمتها إستخبارات النظام للولايات المتحدة الأمريكية عقب أحداث سبتمبر 2001 لم تعد ذات قيمة بخصوص مذكرة توقيف المشير الهارب بل تحولت إلى ورقة إبتزاز ترفع في وجه النظام من تحت الطاولة أضيفت لها ورقتين إثنتين أولاهما طرد المنظمات الإنسانية وثانيهما القبض على النظام متلبسا بتزويد حماس بأسلحة إيرانية ، هذه الأوراق الثلاث تفتل منهما المجتمع الدولي حبائل تطويق النظام على مهل.

أجلى صارما وقال حسنا فعلت فقلنا نعم

الشارع السياسي تؤيد المشير تحت إشهار السيف ، فإلى متى سيظل على هذه الحالة ، ثوار حملوا السلاح لأكثر من عشرون سنة وآخرين على الدرب سائرون ، قادة سياسيين تنازلوا مكرهين عن السلطة لعشرون سنة فهل يفسح هؤلاء مجال المنافسة ليفوز المشير المطلوب دوليا بالتذكية من أجل سلامته كرأس مشرف للدولة؟ أم يهيئون له حبل النجاة الممدود من لاهاي لأجل سلامته من غضب أهالي الضحايا إذا سقطت منسأته؟

ومن التساؤلات المتوارثة وإجابتها يقينية مستترة (يا قاتل الروح وين تروح)؟ مهما طال تشرده فلن ينعم بالإنفكاك عن أشباه الضحايا فتضيق به الدنيا وتختنق به ذاته مما قد يضطر لمواجهة نفسه الأمارة بالسوء ومكاشفة أهالي الضحايا طالبا القصاص أو الصفح ، ولعل الزيارات الإعتباطية لمسرح الجريمة وطلب السماح المبطن لهي من أوضح أعراض هذا الضيق والأختناق الداخلي للمشير المطلوب.

ليست هناك تعليقات: