الأحد، فبراير 01، 2009

مطلوب تأسيس New Site بدارفور

التاريخ : 10-9-2008م
مطلوب تأسيس New Site بدارفور
القتل الرخيص الذي يتعرض له نازحي دارفور الأبرياء على أيدي أوباش نظام الخرطوم الغاشم ، تحت سمع وبصر قوات اليونميد الهوان ، والأوضاع المعيشية المتردية التي يكابدها المهجرين قسراً في مختلف أرجاء الإقليم والمتمثلة في نقص المواد الغذائية الذي إضطر النازحين للتظاهر حتى الموت بمخيم أم شالا ، وتدني الخدمات الطبية وقساوة تقلبات الطقس من رمضاء الصيف وزمهرير الشتاء ، هذه الدواعي مجتمعة تعزز حتمية جعل معسكرات النازحين مناطق خضراء محرمة على أجهزة النظام وقوات الثوار دخولها رحمة بالنازح البرئ وإكراماً لآدميته ولا يعقل البتة أن يتفرج العالم المتحضر على نازحين عزل لا حول لهم ولا قوة إلا بالله يسحلون بين الفينة والأخرى على معتادي الإجرام وأصحاب السوابق في الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ، الواجب يحتم بإلحاح على أبناء دارفور ثواراً ونشطاء حقوقيين وسياسيين مطالبة الأسرة الدولية بتوفير هذا الحق المشروع لنازحين دارفور البؤساء.

على كافة التنظيمات المدنية والحركات الثورية الدارفورية المطالبة بإصرار على تحريم أجواء دارفور النقية على طيران النظام الغادر سيما وأنه منفك يطور قدراته القتالية فقد تمكن بمعاونة حليفتها الإنتهازية الصين من تصنيع مقاتلة من دون طيار وطائرات عمودية محلياً للإجهاز على ما تبقى من أهالي دارفور ، وإمعاناً في الغلو وتأكيداً لسوء نوايا قادة النظام فقد دشنوا حملتهم لإبادة من تبقى من إنسان دارفور في هذا الشهر الحرام وهو شهرهم المفضل لشرب دماء الأبرياء.

ليس معقولاً السكوت على سكوت قوات اليونميد عن مجزرة معسر كلمة ، وليس منطقياً أن ينتظر نازحي دارفور المواسم السياسية الدولية لتعرض قضيتهم العادلة للمزايدة خلال (تسخينات) أولمبياد بكين وحمى الرئاسة الأمريكية ، فقد أصبحت مأساتهم كالكرة يتبادلها الجمهوريين والديمقراطيين ، وقوات الإتحاد الأفريقي وقوات اليونميد ، وليس مهضوماً أن يستقيل أعضاء المؤتمر الوطني بحكومة جنوب دارفور ويجمد تنفيذي ودستوري الحركة الشعبية مشاركتهم بولايات دارفور الثلاث ويستمر إنتهازي أبوجا حتى بعد أن تبرأ كبيرهم من الإتقافية , ليس معقولاً ألا ينبس حزب الأمة القومي ومن لف لفه من التنظيمات مدعية الوطنية ببنت شفة عن القتل العمد الذي نفذه زبانية النظام ضد النساء والأطفال والشيوخ بمعسكر كلمة ، أتمنى صادقاً أن يكون ذلك قد حصل ولم أطلع عليه.

المعقول أن يوفر للنازحين سبل الحياة أولاً ثم التباحث في كيفية حل مسببات نزوحهم عملاً بالمثل ( إن سلم العود اللحم بجود) ، خيار الحصول على قرار أممي يحرم دخول كافة معسكرات النازحين على أجهزة النظام وحظر طيرانها فوق أجواء الإقليم هو الأفضل لعدة إعتبارات ، أما الخيار الثاني أن تتضافر جهود الثوار لإعلان مناطق محررة حقيقة على غرار New Site الذي أعلنته الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال حربها مع النظام فقد تمكنت من تأسيس نظام دولة كاملة من الحماية الأمنية وتوفير كافة الخدمات للمواطنين في نطاق المنطقة ، الأمر الذي أغرى المواطنون للتسلل من جوبا إلى رمبيك لتلقي العلاجي المجاني والتمتع بخدمات أخر ، لتنفيذ هذا المخطط في حال تباطؤ الحصول على قرار تحريم الطيران يلزم الثوار الحصول على مضادات للطائرات وكافة المعينات التي تمكنهم من حماية أهاليهم النازحين بالكيفية التي يرونها مناسبة حيث أن النظام نفسه يتقوى عليهم بالأجنبي من أجل حماية مصالح مشتركة غير مشروعة.

مئات الآلاف من النازحين لا يكمن أن يعيشوا دون ضوابط ، والنظام أصبح ذئبا لا يؤتمن على حمل ، واليونميد بدون مباركة الولايات المتحدة محسوبة على القضية ، ومطلوب من الثوار إثبات جاهزيتهم لحماية إنسان وأرض دارفور ، نعم لقد نجحوا في تدمير طائرات النظام وهي جاسمة في مطار الفاشر صفق لهم الراحل قرنق وإطلعهم على غبطته من العملية وتمكنوا من تنفيذ عملية الذراع الطويل بصور فاق الخيال إلا أن ذلك ليس كافياً لإقناع نازحي دارفور على أنهم الأقدر على حمايتهم من غارات مليشيات النظام وأجهزتها الغادرة لذا فقد آثروا التجمع في أطراف المدن حيث توجد البعثات الدولية على خوائها وقد خاب رهانهم والأمل لا يزال معقوداً في نواصي الثوار متى ما أعلنوا جاهزيتهم لهذا الدور المُلِح في توفير مقومات دولة منضبطة في حدها الأدنى والمتمثلة في توفير نظام أمني وعدلي وتعليمي وصحي بالإضافة إلى حماية قوافل الإغاثة وتأمين سبل تدفقها للمحتاجين ، إن فلح الثوار في هذا بلا شك لا حاجة للنازحين لنظام البشير واليونميد ، النظام مصمم على إفراغ المعسكرات وبالتأكيد مجزرة كلمة لن تكون الأخيرة واليونميد عليها بكتابة التقارير فقط والحل في تأسيس New Site كنواة لسلطنة دارفور في القرن الواحد والعشرين والشكر موصول للأخ صابر أتير من ببراسكا لتحفيز الهمم.

ليست هناك تعليقات: