الأحد، فبراير 01، 2009

قصار القامه لا يسمع لهم صوتا

التاريخ :23-8-2008م
في معرض دفاعها عن الجندر ذكرت الصحافية رباح الصادق بصحيفة الصحافة (سابقا) رداً على هجوم الدكتور عبدا لله حمدنا الله على نون النسوة ، أن أغاني البنات التي يترفع عنها ذو الوقار تصبح عادية أن تغني بها الرجال وإستشهدت بأغاني الدلوكة والسيرة التي غرد بها عبقري الغناء السوداني الأستاذ عبد الكريم الكابلي ، هنالك حالة مشابهه في الساحة السياسية ، فالطرح الموزون والأفكار القابلة للتطبيق لا وزن لها إن تفوه بها الصغار تأكيداً للمثل الشعبي القائل قصار القامة لا يلتفت لهم ، تندرج ضمن هذه المعايير المختلة تعامل الشارع السياسي السوداني مع المبادرة التي طرحتها حركة العدل والمساواة لتجاوز المعضلة الوطنية الراهنة ، علي الرغم من أن المبادرة لم تتضمن أفكاراً غير مسبوقة الطرح إلا أنها حظيت بالإهتمام بفضل عملية الذارع الطويل التي نفذتها قوات الحركة في العاشر من مايو الماضي ، هذه المبادرة لا يمكن تجازها خلال أي حوار مستقبلي جاد بشأن دارفور أو الحل الشامل لمشكلة البلاد برمته ، هذا المسلك من ساسة السودان يرسخ مفهوماً آخر مفاده من أراد أن يُسمع مبادرته فليحمل السلاح موازياً لمبدأ أهل الإنقاذ من أراد السلطة فليحمل السلاح ، فالرصاص قد أصبح لساناً لمن أراد فصاحةً كما هو حصانا لمن أراد صولجانا.

قلت من قبل بعد عملية الذراع الطويل لا يستطيع أحد أن يسخر من ثورتنا ولا يتجرأ مخلوق على إحتقار ثوارنا ، وإن تأخر وقوع الثمرة المرجوة من العملية لا يستبعد أهل المركز تكرار الرمية ومن المحتمل أن تتجاوز هدفها إسقاط الثمرة المحددة إلي إقتلاع الشجرة بأكملها سيما وقد كشفت العملية الأخيرة أنها ليست لها من قرار وأن ثمارها ملوثة لا يرجى منها.

بات من المؤكد أن أهل الإنقاذ لا يقدمون على تسليم مصير حكومتهم وفي مرحلة القرقرة طواعية لأحد داخلياً كان أم خارجياً ، وأنهم ليسوا حمقى لدرجة الإقدام على تفكيك نظامهم بأنفسهم لذا فإن (كنكشة) المؤتمر الوطني برئاسة مبادرة أهل السودان ليس مستغرباً ، فقد فقدوا الثقة في الجميع حتى مبادرة الجامعة العربية أولوها ظهورهم الملتهبة من السياط ، ومبادرة حسنين ذهبت أدراج الرياح ، وطرح الحركة الشعبية لم تنضح بسبب إفتقارها لممارسات وتوجهات قومية عملية ، وإتفاق التراضي الوطني تجاوزها الأحداث ، واوكامبو يتغلغل وسط المجتمع السوداني مع مطلع كل فجر جديد ، فالمرأة السودانية هذه الأيام ترتدي الثوب أوكامبو خلال مشاركتها في مناسبات الأفراح والأتراح ، بعد نجحت حرس النظام من حظر الاسم وفشلت في مصادرة الموديل ، توشحت جيل الألفية بالثوب أوكامبو كما توشحت جيلات منتصف الثمانينيات بثوب الساحر مارادونا … تسلق أوكامبو الأرجنتيني سلالم الحافلات مهدداً الجميع أنه قادم لا محالة (أوكامبو جاكم) وأنه نادراً ما يخطئ هدفه كما يفعل مواطنه الأسطورة مارادونا ، خاصة عندما يكون ظهر الخصم مكشوفاً.

نظام الإنقاذ إرتكب حماقات ليست لها دواء وفوق ذلك قد ولدت مريضيه بحب السلطة والمال وبلغت الآن مرحلة الإحتضار وهو الآن يبحث عن رابع وخامس المستحيلات ، مبادرة تنجي قادة النظام من مأزق لاهاي وطرح يضمن لهم إستمرار حزب المؤتمر الوطني في الحكم دون أن تفقد شئ من إمتيازاتها التي حصلت عليها عبر القرصنة السياسية ، ومع فقدان الأمل في الحصول على هكذا مبادرات يجلسون على مُصلّاتهم المصنوعة من الحرير الصيني الناعم وينتظرون وصول أوكامبو الذي خرج من سوق سعد قشرة وتسلق سلالم الحافلات الخرطوميه الفارهه ويعتبرون ذلك بطولة.

ليست هناك تعليقات: