الجمعة، يناير 30، 2009

القصر الأصفر مسرح الهزيان

يصف النائب البرلماني الدكتور بشير البكري المجلس الوطني بالقصر الأصفر ودار الديمقراطية الشرعية و الشعبية ، يأتي هذا الوصف كعمل تجميلي ووضع مساحيق لتقرير له عن جلسة خصصت للجان حقوق الإنسان والمصالحة الوطنية بالتنسيق مع مركز أجواد لمناقشة الحوار الدارفوري الدارفوري كما نصت عليها إتفاق ابوجا ، هذا النائب يصف برلمانهم الأغرب من نوعه في العالم بتلك الصفات وهولا يعرف كم عددهم ولا كم يصبحون ولا أحد منهم يعرف كيف دخل زملائه حتى داخل اللجنة ، إثنين ضمن مقدمي ومناقشي الأوراق المشار إليها دخلا القصر بالتعيين هما دكتور فاروق احمد آدم والإستاذة / مريم تكس ، برلمانهم الذي يستطيع نسور التمكين الجارجة من إخراج زميلائهم من بغاث الطير بالقوة و (بالدفرة) إلى خارج قبة البرلمان دون أن يمتلكون الشجاعة على الإحتجاج إو تقديم الإستقالة ، برلمانهم الذي يعتقل نوابه الهامشيين لعدة شهور تحفظاً دون تقديم تهمة ضددهم ، برلمانهم الذي لم يتبقى له سواء اللجؤ إلى الهراوات ومسيلات الدموع لفض الإشتباكات بالأيدي والألفاظ في مشاهد تراماتيكية ليست لها مثيل إلا في الصومال ، برلمانهم الذي يستظل سفاكي الدماء مع الضحايا تحت قبته ،هذا البرلمان يصفه النائب الدكتوربدون إستحياء بدار الديمقراطية الشرعية والشعبية ولا ندري إن كان النائب معينا أو منتخبا إنتخابا حراً عبر صناديق ليس بداخلها (عفاريت) وكم رقم دائرته.

لقد نسى أو تناسى هذا النائب ان نظامة الذي سمح له بدخول هذا القصر الأصفر تسلل بليل بهيم للقضاء علي الديمقراطية الشرعية ، ولم نسمع بأحد من قبل يصف نواب دخلوا البرلمان على ظهر دبابة بأنهم شرعيون وما يرفع حاجب الدهشة هو أن إسم هذا النائب يسبقه (دال) كبير وما يثير الأسى هو أن هؤلاء النواب يأخذون دخولهم لهذا القصرالأصفر مأخذ الجد ويتوهمون ان لهم صلاحيات تشريعيه وسلطة رقابية على ماكنية خفية هم لا يرونها ، وحتى هذه اللحظة رغم كثرة الشواهد لم يستبينوا بأن هذه الدولة البوليسية تسيرها أجهزة خفية بعيدة كل البعد عن الأنظار ، دولة تحكمها أشباح لا يخالطون الناس ولا يمكن رؤيتهم بالعين المجردة ، وحتى رئيس النظام ليس لديه صلاحيات نافذه ، يقسم ويطلق ولا يتعدى كل ذلك أسوار القصر الإبيض ليغترق ردهات قصرهم الأصفر.

برلمان يحضر رئيسه الموقر جلسات الجهاز التنفيذي (مجلس الوزاء) والذي يفترض أن يكون مراقباً له ، برلمان يُرغم نوابه على حضور الهزليات بالحوافز المادية ليس غير ، أنهم موظفون درجة اولي يوقعون على كشوفات الحضورو إلا سقطت مخصصاتهم ، هل سمعتم ببرلمان شبيه له في الكرة الأرضية خلال القرنين الـ 20 والـ 21 ، برلمان ما دخله أحد نحسبه اسد حصور إلا خيب آمالنا واصبح داجناً من الجلسة الاولي ، أين غازي سليمان ؟ إين ياسر عرمان ؟ إين فاروق ابو عيسى والمتابع لماجرياتها لا يستثني إلا النائبين المحترمين الأستاذ / على محمود حسنين والأستاذ / سليمان حامد لهما التجلة.

ما يحدث داخل هذا القصر الأصفر انه الهذيان ومسرح العبث و اللامعقول ولنرى ما اسفرت عنها مداولات تلك الجلسة
توصيات المجموعة الاولي
1- نظام الجودية هو النظام الأجدي من الوسائل الرسمية لحل المشكلات.
= ليس للجودية فاعلية إذا لم تعتمد الإدارات الأهلية على شخصيات مستقلة لها نفوذ على أفراد قبائلهم ، وهم يعلمون أن هذا غير متوفر في ظل هذا النظام ، وهو ما نصح به الفريف/ إبراهيم سليمان منذ إندلاع الثورة والجميع يعلم ماذا جُزى به على تلك النصيحة؟
2 - يجب أن نبدء بدراسات شاملة للقضاء على التعصب القبلي والجهوي والعرقي.
= يجب بالبدء بالقصر الجمهوري ومجلس الوزاء أولاً ، هذا النظام يعتمد على الجهوية والقبلية بصورة ليست لها سابقة في تاريخ السودان الحديث ، ويستحيل تطبيق هذا البند في غياب دولة المواطنة.
3 - بسط الديمقراطية بالتخلص من سياسات التعيين في الوظائف الدستورية للموازنات.
= هذا تسطيح وإسفاف ما بعده إسفاف ، فأساس الديمقراطية إعادة السلطة للشعب ، أحدى أعضاء اللجان دخلت هذا القصر بجهد بندقيتها.
4 - بسط هيبة الدولة وإظهار سلطاتها والتصدي للخارجين عن القانون ونشر المؤسسية.
= لا هيبة ولا إحترام ولا سيادة لدولة لا تحمى ضعفائها ولا مؤسسية للدولة البوليسية.
هذه توصيات المجموعة الاولي دون إختزال ويستمر الذهيان في كافة بنودها التي تصل في مجملها ثلاث وعشرون بندا آخرها
23 - ضرورة إدخال الأعراف والتقاليد الجودية ضمن المناهج التعليمية.
= هذا البند الوحيد الذي يستحق الوقوف عندها ودراسة كيفية تفعيله.
هذه التوصيات الهزيلة و التي عرضت على خشبة مسرح الذهيان في تلك الجلسة العبثية كافية لجعل الدكتور النائب يعتقد في مقال له بعنوان "أما لليالي دارفور الطويلة من آخر" نشر بتاريخ 12/05/2007 في عموده بصحيفة الراي العام ، يعتقد أنهم قد وضعوا الحصان امام العربة ولجان المصالحة ، العربة الغاطسة في أتون الشوفينية وأوحال الجهوية منذ أكثر من سبعة عشر عاما يمكن لحصان اقل ما يصف به أنه كسيح ان تنتشله في لحظة ، حقيقة يمكنني القول أن النائب الدكتور وأمثاله محسوبين على الإنتلكشوال وهم يسئون لذوي الياقات البيضاء وذلك ليس مستغرباً في زمن المهازل في بلادي.

لإن يجلس هؤلاء المعاشيون على الكراسي الهزاز أمام دورهم ينصحون المارة لهو أرحم لهم من المهازل و تقديم النصح لحكومة لا تنتصح ، وإن هم أصروا على التعاطي مع الشأن العام حتى خريف العمر لا يصفنا أحد باننا قليلي الأدب أن إنتقدناهم.

ليست هناك تعليقات: