السبت، يناير 31، 2009

لا أصلجة بعد دارفور-3-4-2008م

تأكيد لعظم المأساة وتأثيرها البالغ على مجمل أوضاع البلاد ، أكد الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وإمام الأنصار أن قضية دارفور هى العقبة الحقيقية التي لا يمكن القفز فوقها لإجراء إنتخابات عادلة وتحقيق التبادل السلمي للسطلة ، أكد ذلك بقوله لا معنى لـ (أصلجة) التنظمات الأخرى بخصوص قانون الإنتخابات إذا حلت قضية دارفور وكفلت الحريات العامة ، جاء ذلك ضمن ورقته التي قدمها لورشة نظمتها مستشارية حزبه بنادي الأحفاد الأسبوع الماضي ، مأساة أهل دارفور لم تلتفت لها الساحة السياسية بالقدر التي تستحقها ، هنالك من شمر المئزر للقفز فوقها دون إكتراث وهم كُثر ، وتجاوزتها أحزاب تدعى أنها وطنية وقومية في نصوص إتفاقها مع النظام دون وجل ، وتحاشتها معظم من غازل الطغمة الحاكمة لأنها أصبحت تعكر الأجواء الرومانسية مع الشريك المزواج.

نعم لقد وضع الزعم الإمام يده على جرح البلاد النازف بغزارة كأولوية يجب علاجها قبل إعداد العرس القومي المنتظر ، الإحتفال قد لا يكون فرائحياً كما يتصور البعض ، فوجود غرفة مشتعلة ضمن بيت العرس تعني ضمنياً إستحالة إتمام المناسبة بسلام ، وعديمي المشاعر وحدهم مستعدون لإقامة عرس في دار نعي ، رغم عويل الثكالى وصرخات اليتامى ، منذ خمس سنوات والنازحون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، جف الزرع والضرع بسبب التهجير القسري والنيران المستشري بالإقليم ، كل ذلك لا يعنى شيئاً للكثيرين ، بينما إنتقاص 10% من دوائر التمثيل النسبي حسب تصوراتهم يعتبرونها معضلة دونها خرط القتاد!!

مأساة دارفور القضية المركزية للعالم أجمع لم تمثل أولوية وطنية هذه ، مفارقة يصعب هضمها ، كيانات لاهثة وراء السلطة تنتظر السنين الطوال من أجل الإنضمان اللخزانه العام ، الإدانات الدولية المتكررة ، والملاحقات الأممية المستمرة آخرها إستجواب رئيس النظام أمام مجلس الأمن الدولي ، كل ذلك ليس كافياً لإيقاظ ضمائر القادة السياسيين بالبلاد حاكمين و ومعارضين والتوجه بجديه لإيجاد الحلول العادلة للقضية رغم أهل دارفور لم يطلبوا لبن الطير ، النظام ليس لديه مصلحة في إيجاد حلول قبل الإنتخابات ، أما التنظيمات المعارضة بإستثناء حزب الأمة القومي ليس لها مبرر للتغاضي عن المأساة سوى ضيق الأفق وجبن رأسمالهم السياسي.

الحريات الكفيلة بضمان إجراء إنتخابات نزيهة هى حرية إمتلاك المعلومة وتداولها وحرية التنظيم والتنقل للوصول إلى الناخب وكفالة وصول الناخب لصندوق الإقتراع ، ومن البديهي إستحالة كفالتها طالما ان أركان حرب النظام تزجي الجيوش تحب الدرفس إلى دارفور ، وما حدث لوفد حزب الأمة بمحافظة غبيش بغرب كردفان الأسابيع الماضية ليس ببعيد ، خاصة وأن الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية غير معنية بما توقعه وفود التنظيمات السياسية مع هامشي المؤتمر الوطني ، فالأجهزة الأمنية أصبحت دولة داخل دولة ، أضف إلى ذلك هنالك حكام ولايات طرفية قد شبوا عن الطوق بتأسيسهم إمبراطوريات تخضع لأمزجتهم الشخصية دون رقيب ولا حسيب ، حكموا كما حكم معاوية إبن أبي سلفيان حتي عافوا الحكم.

الحريات كل لا تتجزأ ودارفور تعيش في حالة طوارئ منذ خمس سنوات ووزير الدفاع أعلن على رؤوس الأشهاد أنه لم يتوقف عن إستهداف مناطق الثوار ولو صرخ العالم اجمع ، إستهداف مناطق الثوار بمدنيه وعسكريه بالطبع ، وإذا علمنا أن النظام تسيطر على المدن الرئيسية فقط في دارفور فذلك يعني ان جميع قرى وبوادي وفرقان أهل المنطقة اهداف عسكرية معلنه ومن يتواجد هنالك من اجل صوت الناخب فلا يلومن إلا نفسه ، ود. نافع يعلن من جامعة البحر الأحمر بأن ليس هنالك ما يمنع إجراء الإتنخابات في دارفور ، الجميع يلت ويعجن والجميع يتغزل من أجل الفوز بنظرة عاطفية من النظام في زمن المهازل هذه.
في ظل تهافت التهافت هذه ، الكثيرون يمنون أنفسهم بالحصول على توقيع من أصغر جربوع من كوادر المؤتمر الوطني يوعدهم بكفالة الحريات داخل المثلث الآمن ليجعلوه تميمة يشهرونه في وجهوه مريديهم كحيلة للعاجزين عن التمام ، هذا طموح معيب ومخزي للغاية و بلا شوك سوف يختزن في ذاكرة الوطن ، كفالة الحريات تعني إماطة الألثمة عن الأفواه المكممة وفك الأغلال عن الخلايا النائمة ، كتائب الصالح العام ومعاشيوا القوات المسلحة الشباب ، المحصلة النهائية تفكيك النظام لنفسه وقد قال حاكم البلاد د.نافع أنهم ليسوا أغبياء لفعل ذلك ، بدون جهد يمكن القول لا حريات مع إستمرار المأساة ، ولا إنتخابات جادة قبل ضمان إعادة الإستحقاقات لأهل دارفور ، الواقع يقول ذلك والإنصاف يحتمه ايضا ، وما أعلنه الزعيم الأمام الصادق المهدي شرطين متلازمين نتمنى ألا يتنازل حزبه عنهما لأنهما يشكلان العرف في رأس الوطن ومن يرغب المشاركة في نيل الشرعية يجب أن يحترم نفسه بعدم القفز فوقه.
ibrahimbasham@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: