السبت، يناير 31، 2009

لا تزال هنالك عقول متحجرة داخل الحركة الشعبية -23-3-2008م

عندما يفتقر أي كادر سياسي إلى روح المبادرة والجرأة على تقديم أو هضم أطروحات تواكب تطورات الأحداث وتتماشي مع ضرورات المرحلة بلا شك أنه قد اصيب بالتكلس السياسي المفضي إلى إنغلاق دوائر العقل والإعاقة الفكرية الدائمة ، الساحة السياسية السودانية شماله وجنوبيه ملأى بالمعاقين السياسيين يجلسون القرفصاء على كراسي مؤثرة ، لا يرحمون ويعيقون نزول الرحمة على البلاد والعباد ، ما يعنيني في هذا المقال الإنكفائيون داخل الحركة الشعبية الذين إعترضوا فكرة الكنفدرالية التي أثارها القيادي الفاعل بالحركة الشعبية السيد مالك عقار قبل فترة في الساحة السياسية ، وإمكانية إعادة النظر في ملفات نيفاشا كعربون صداق مشجع لحل إستحقاقات أهل دارفور والذي صرح به قلب الحركة النابض الكماندر باقام أموم هذه الأيام.

فكرة الكونفردالية كطرح بديل لإنفصال الجنوب الذي يراه كل ذو بصيرة انه يزيد تعقيدات ومشكلات الجزئين أكثر من تقديم الحلول لهما ، كان ينبغي مناقشتها بجدية بدلا من رفضها على مضض لولا التحجر والتكلس ، تعقيدات الإنفصال عمليه وإجرائية قد يتطلب فتح النار بغزارة إلى الخلف للتمكن من الإنفصال بسلام وربما لا تخمد بعد العملية ، كما أن (المجابدة) سوف تمزق الخارطة الذهنية للطرفيين بلا شك ، وهنالك ثمة تعقيدات غير محسوبة شمالاً متمثلة في ردود الأفعال والآثار الجانبية لزلزال عملية الإنفصال نفسها فالعدى تنتقل عبر مسامات غير مرئية ، و الكنفدرالية طرحته حركة قرنق خلال مباحثات نيفاشا ورفضه النظام الإنقاذ فاستعيد عنها بتقرير المصير لأن الراحل د.قرنق لا أحد يزايد على وحدويته وكذلك كافة أبناؤه ومنهم القائد مالك عقار الذي فكر ثم قدر فرأى أن تقرير مصير الجنوب ليس حلاً لمعاناة إنسان النيل الأزرق و شعب جبال النوبة شركاء نضال الحركة ناهيك عن بقية دوليات السودان الهامشية بعد أن تبخر إمكانية بناء السودان الجديد مع روح الدكتور قرنق إلى السماء ، وكافة المعطيات الشاخصة تشير إلى أن الحركة بعد تحقيق مصير الجنوب سوف تنبذ أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق نبذ النواة و تتركهم في السهلة يواجهون المصير المجهول.

إعتقدنا أن الحركة قد ركت جميع الرجعيين وإحرقت كافة السياسيات المعلبة منتهية الصلاحية التي أتت بها من الغابة خلال منعطفها الأخير ، وبعد أن إعادة النظر في موفقها السلبي من قضية شعب دارفور بإستضافتها قادة ثوارها بجوبا لأكثر من شهر ، ظننا أنها قد تيقنت أن كافة قوى الهامش يمثلون حلفاء مستقبليون لها حتى بعد الإنفصال ، وقد طاف بخاطرنا أن الفريق جميس واني رئيس برلمان الجنوب المؤقت قد قدم إمكانية فتح ملفات نيفاشا كعاجل قرى لضيوفه الميامين بفندق إستار بجوبا ولم ندري ان الفريق عقله مغلق وبرلمانه قد أغلق ملفات نيفاشا بالشمع الأحمر ، فقد إنبرى الفريق واني معارضا فكرة تقديم التنازل من أجل أهل دارفور مؤازرا زميله في المنصب السيد / أتيم دينق نائب السيد / إحمد إبراهم الطاهر وإعتبرا ان التصريح بشأن المقدسات النيفاشية على مسئولية قائله ، هذا ما كنا ننتظره من أعمى أمسك بالعصا!!

العقول المغلقة داخل الحركة الشعبية لا تدري أن نصيب دارفور من السلطة تصب بلا أدنى شك في حوض الحركة فالغريب للغريب حسيب مهما كانت المواقف ، ثم ماذا إستفادت الحركة من نصيبها في الثروة والسلطة ، حتى الآن وهي لا تعرف عدد براميل البترول المنتج من أراضيها ، ماذا فعل أتيم دينق بنصيب حركته في المجلس التشريعي الذي لا يرغب في التنازل عن مقعد واحدٍ منه لأخوته أبناء دارفور ، ما حققه السيد دينق لحركته داخل البرلمان صفر كبير اللهم إلى الظهور الشخصي وفض الإشتباك بين السيدة / فاطمة أحمد إبراهيم والسفاح ابو القاسم محمد إبراهيم ، نظام الإنقاذ تعبث بمقار الحركة في الخرطوم وتنكل أجهزتها الأمنية بأبناء الجنوب في السكن العشوائي بأطراف العاصمة وتفصل قانون الإنتخابات على مقاسها والسيد أتيم (مستمخ) في الجو الرطب لا يحرك ساكنا ، يعجز حتى عن إنتزاع مجرد إعتذار من وزير الداخلية ولم نسمع صوت لمسئول بالحركة في الولايات الشمالية ، والحركة لم تتمكن من إختيار ممثليها في الوزارة الإتحادية إلا بعد الإنسحاب لحوالي شهرين مما يسمى زورا حكومة الوحدة الوطنية ، أين الـ 28% من السلطة التي تعارضون إعادة النظر فيها من اجل إنسان دارفور؟ وماذا تفعلون بها خلال الشهور المتبقية من للفترة الإنتقالية؟ وهل تأخذون معكم نصيبكم من السطلة في الشمال بعد الإنفصال ، المثل يقول (السمعة ولا طولة الحكم) لم يتأمل أحد الإنغلاقيين في حجم المساعدة الدولية التي إضاعتها الحركة بسبب سلبيتها تجاه حل قضية دارفور ، قد يخشى الإنكفائيون من فتح ملفات نيفاشا إعادة النظر في وضعية ابيي ولا أحسب أن نظام الإنقاذ قد يتنازل عن حقل هجيليج للحركة حتى إن إختارت ابيي عاصمة لدولتها المرتقية.

ذو العقول المتحجرة يحسبون كل صيحة عليهم ، يخشون المجهول دائماً ويتوجسون من التغيير ، مهما طالت الرحلة وقست المسيرة ، إذا سألت أحدهم يقول لك (كده أنا تمام التمام) يحاصرهم فقه المؤامرة ويفسرون إى مبادرة من الفاعلين على أنها مخاطرة تنطوي على سوء نية ، حتى أن أراد أحد نزع القزى عن عيون الغلابة يقولون له دعهم لأنهم يستهلونه ، أمثال هؤلاء المتكلسون يعيقون مسيرة الحركة وبلا شك يصيبونها بشيخوخة مبكرة يستحسن غربلتهم.

ليست هناك تعليقات: