الجمعة، يناير 30، 2009

كل الظروف ضد قضية دارفور الآن - 22-10-2007م

يبدو أن وقت طي معضلة شعب دارفور الأبي لم يأتي بعد وأن الرجال الذين يصنعون ذالك الحدث لم تطل نجومهم على الأفق حتى اللحظة وكافة المؤشرات تؤكد أن الثوار الصناديد فقط سيطيلون المكوث على ظهور الخيل ، مبعث هذه النظرة التشاؤمية ليس جزافية فكافة عناصر جولة المفاوضات القادمة لا تدع مجالاً للتفاؤل إلا بقدر ضئيل للغاية وكافة الظروف الآن ضد القضية ، فقد نجح قادة الثوار السياسيين والميدانيين في إثبات عبثية إتفاق ابوجا وإقناع العالم أجمع بذلك ودفع الأسرة الدولية لإصدار القرار رقم 1769 إلا أن ما بين ابوجا وطرابلس جرت مياه كثيرة معظمها لا تصب في صالح إيجاد الحل العادل والسريع للقضية.
فخلال مفاوضات اجوبا التي إمتدت لسبع جولات كان السيد / كوفي أنان وهو أفريقي عمل مبعوثاً خاصاً لها في رواندا وعايش أحداث الإبادة الجماعية هناك وساهم في إيجاد الحلول ليها وتدرج وظيفياً إلى إن أنتخب أمينا الأمين العام للأم المحتدة خلفاً لبطرس غالي فالخبرة التراكمية لكوفي وإنتمائه الإثني يفتقره خلفه يان مون الدبلوماسي الآسيوي الذي لام التقلبات الأيكلوجية التي إختلقت أزمة دارفور حسب فهمه وإتضح أنه عاطفي حريص كل الحرص على إثبات حنكته الدبلوماسية وإيجاد حلول وفاقية بين منظمته ونظام الخرطوم دون الإكتراث إلى الضحايا وأصحاب القضية ومن هذا المنطلق قام بتعين الباكستاني قاضي جهانجير الذي عرف بالسلبية في العراق وفي جلسة حميمية مع رئيس نظام الخرطوم وافق على مقترحه بأن تكون طرابلس مكان المفاوضات القادمة دون التشاور مع قادة الثوار الطرف الأساسي في القضية ورافع الدعوة من الأصل وسط دهشة الجميع وقبل ذلك قام الإتحاد الأفريقي المنحاز للنظام بتعيّن الجنرال الرواندي كارنزي كاركي المتهم بإرتكاب مجازر بشرية في بلده نائباً لقائد قوات الهجين دون مشورته ولم يحرك ساكناً.

في أبوجا خيب ابوسانجو ظنون الثوار فالصورة الذهنية للرجل لدى غالبية الأفارقة انه حكيم ومحنك سياسياً ويتمتع بإحترام واسع إلا أن طريقته التي طرد بها الثائر عبد الواحد محمد نور الرافض للتوقيع إستهجنها حتى بعض أعضاء الوفد الحكومي من منطلق أنها كانت مهنية للشخصية السودانية بغض النظر من تكون ، كان ذالك التصرف كافياً لكشف زيف (هيلمانه) ابوسانجو ، المفاوضات القادمة تحت ضيافة الزعيم الأممي معمر القذافي قائد الجماهيرية العربية الشعبية الإشتراكية العظمي ومعظم قادة الثوار يسخرون من الإسم ويتوجسون من قائده لإقتران شخصيته بالتهور ويعرف أنه مزاجي وله مواقف سالبة ضد الثوار بصورة عامة وقد طلب منهم عدة مرات إلقاء السلاح جزافاً دون حتى دون مكاسب و لم يؤمن على مطالبهم السياسية على رغم من أنه قدم الدعم المادي لمؤتمر حكسنيته وإستضافته لعدة مؤتمرات من أجل تداول القضية مع القادة السياسيّن والإدارات الأهلية إلا أنه لم يحفل كثيراً بإنصار يحقيق كيان ذاتي لدارفور بأية حال من الأحوال ذلك أنه يحسب ألف حساب لتقوية الكيان السياسي لدارفور الذي بلا شك يمثل عضد لإثنيات ليبية لها إمدادات في عمق دارفور ، كما أنه لا يخفي توجسه من الوجود الغربي في الأقليم حتى بعد التصافي معه ومن هذه الزاويه فهو أقرب لنظام الخرطوم من الحركات رغم تعكيير علاقاتهما مؤخراً ، العنصر الأكثر خطورة في أشراف العقيد معمر القذافي نفوذه الطاغي مادياً وسياسياً على دول الجوار والإتحاد الأفريقي على السواء ، زراعه طويل تطال الثوار وتشاد والسودان وحتى مصر ولم يتردد في مناطحة المملكة العربية السعودية وتحديد نفوذه في أصقاع دارفور حديقته الخلفية تشاد وحتمياً سيحرم أهل دارفور من خيرات الحجاز بعد نقل ملف قضيتهم إلى طرابلس الغرب وكان الإنسب جنوب افريقيا ، من هذه الزاويا يعتبر شر ابوسانجو اخف من القذافي فهو الأبعد جغرافيا وليس له تأثير عن مواطن دارفور كما العقيد والمعادلة التي تظلت غاية في الصعوبة لدى وفد الثوار المفاوض هي إتقاء شر العقيد المستطير دون التفريط في القضية العادلة وإستعجال حصاد النضال والتاريخ لم يشهد لشعب إستعاد كيانه في اربع سنوات .. الشي الإيجابي الوحيد حتى اللحظة في معطيات القضية إنعقاد المفاوضات تحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة والذي يبدو أنها لديها نسخه أمريكية جاهزة في أدراجها ولا نشك ان الوسيلة السماني قد إطلع عليها خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.

ضمن المياه التي إنداحت تحت جسور أبوجا وطرابلس إنقتال د.مجذوب الخليفة إلى رحمة مولاه وتولي ملف دارفور د.نافع على نافع ، عرف عن مجذوب الخليفة أنه له المقدرة على فصل الخصومة السياسية والشخصية ورغم أنه محسوب ضمن صقور الإنقاذ إلا أنه كان يجامل إلى حد ما وينكت ويبتسم أحياناً ، أما خلفه د. نافع فهو واجم على الدوام وهو من افسد الإخاء السياسي في الساحة السودانية وضيق الصدر بل يكاد يعدمه ، ومع ذلك فهو الممسك بكافة مفاصل الدولة والحزب ولا يستطيع الغياب عن الخرطوم لفترة طويلة خلافاً لسلفه الخليفه ، فهو الساخر والمزدرئ لخصومه السياسّين المدنيّن والآن مكلف بالتفاوض مع حملة سلاح وهذا أكثر العناصر سلبية في القضية في المرحلة المقبله.

قادة الإتحاد الأفريقي هم ربائب أنظمة شمولية ومرتشون ، والأمين العام عاطفي ضعيف الخبرة وسطحي المعرفة بتعقيدات القضية ومبعوثه الخاص سلبي ومتعاطف عقائديا مع النظام والقذاقي يتوجس من إنتصار الثورة لشئ في نفسه وقوات الهجين لم تصل إلى الأرض بعد والنظام مستمر في إشعال النيران في القرى بالطيران والتنكيل بالنازحين في معسكراتهم وقوافل عرب النيجر لم تتوقف عن حط رحالها في ديار النازحين والمبادين ووحدة الثوار لا يزال شكلياً وهشاً ولم تنعقد مؤتمراً جامعاً لأهل دارفور ولم تمثل النازحين والقبائل التي لم تدخل الحرب في المفاوضات القادمة وحتى اللحظة لا يعرف احد مصير ابوجا هل تم قبره أم لا يزال يعيش بالتغذية الوريدية ، في هكذا ظروف تعتبر حل معضلة دارفور ضمن عجائب الدنيا السبع وقد يكون تعنت الثائر عبد الواحد نور ليس شراً محضاً.

ليست هناك تعليقات: