الجمعة، يناير 30، 2009

قيادات الحركة الشعبية والهروب إلى الأمام من حادث إغتيال د.قرنق-21-10-2007م

التصريحات التي فجرها السيد / أليو أيانق القيادة بالحركة الشعبية ووزير الدولة بالداخلية والتي تفيد قناعته بأن الراحل الدكتور جون قرنق مات مقتولاً بأيدى من يعتقد أنهم أصدقاؤه مشككا بذلك في مصداقية اللجنة الوطنية التي شكلت لتقصى ملابسات الحادث ، هذه التصريحات تعتبر أهم حدث في الساحة السياسية السودانية هذه الأيام لعدة إعتبارات أولها أنها دعمت قناعات الغالبية من السودانيين الذين توصلوا لذات النتيجة بطرقهم الخاصة ثانيا المصداقية التي يتمتع بها الوزير حيث كان عضواً باللجنة الوطنية ممثلاً للحركة وقد إستقال منها بعد ثلاث أشهر فور تيقنه من أن الحادث كان مدبراً على حد قوله وأن اللجنة المكلفة كانت تبحث عن وسائل لإخراج التقرير بشكل دبلوماسي بمنطق أن من لا تستطيع مجابهته عليك أن تتفاداه ، منذ أن إستقال الوزير من اللجنة لا أعتقد أنه كان ينوى الموت بهذا السر الثقيل على صدره الحي فيما يبدو ولا أعتقد أنه يبتغي الشهرة والنجومية بهذه التصريحات فإستقالته الباكرة يدحض هذا الإفتراض.

لم أندهش من التشكيك في مصداقية اللجنة الوطنية فالنظام في كافة مؤسساتها مريب ولكن مبعث حسرتي أن مولانا أبلل يير كان ضمن تلك اللجنة والإنتقاص من سمعته خسارة كبيرة كان الأجدر به الإعتذار أو الإنسحاب من اللجنة فما بعد .... من المؤكد أن اللبوه الشرسة مدام ريبكا قد علمت بإستنتاجات الوزير أليو أيانق قبل وقت مبكر ، وإن لم يكن مصدر الوحيد لتصريحاتها الأخيرة لتلفزيون كينيا إلا أنها بلا شك على تنسيق معه قبل تفجير مفاجآته الحالية ، فما هى خطوتيهما التالية؟ الوزير أليو أيانق يتهم يوغندا ولكن عدم تجاوب قيادات الحركة الشعبية هل تجعل مدام ربيكا توسع دائرة الإتهام لبعض قيادات الحركة؟ وماذا تنوى فعلها بتهديداتها وتحذيراتها للمجرمين من شراسة اللبوه بعد أن تعاظم عدد المتعاطفون معها داخلياً وإقليميا؟ بالطبع لا تستطيع تكوين جيش لمحاربة يوغندا ولكن بلا شك هذه الأيام تغالبها السهاد وتؤرق مضجعها التفكير العميق في تحديد خياراتها ، وإلى أين يتجه الوزير المقال؟ وهل أن إلتزام أولاد قرنق بالمؤسسية تنعى قناعاتهم بنتائج اللجنة الوطنية المجروحة المصداقية؟ إلى أين تتجه القضية لو تبنتها الصحافة العالمية وقامت بدحرجتها بإتجاه المؤسسات العدلية الدولية هل تكون مصيرها أفضل من حادث إغتيال الحريري ، وزير الدولة وعضو اللجنة الوطنية للتحقيق السيد أليو أيانق قدم أدلة وبراهين يقلبها العقل والمنطق فلماذا ترفضها قيادة الحركة الشعبية وتهرب للأمام وتحاول (الطبطبة) على الحادث بشماعة المؤسسية التي لم تقيل السفير الفالت جونج أكيج ، هل هي عاجزة أم غير مستعدة الآن لمواجهة الجهات التي تشير إليها أصابع الوزير؟ في تقديري أن هذا الوضع (كالخُلال) لا يمكن دفنه إلا بوضع عرش موضع نفوذه وفي حالة إغتيال د. جون قرنق فإن الثقب الذي تركه واسعاً للغاية وأن شراسة وقوة حضور أصحاب الدم لم تُمكنان المجرمين من مواراة وإخفاء الأثر بهذه السهولة ومن المتوقع أن تكون مصدر صداع لقادة الحركة بشكل أكبر مما يتصورنه وقد يتخذها المنبوذين من أعضاء الحركة حائط مبكى ان لم تبكي الحركة عليه.

ليست هناك تعليقات: