الجمعة، يناير 30، 2009

مأزق ياسر عرمن أراد القفز بالزان فسقط – 21-10-2007

قبل أن تتخذ قيادة الحركة خطوات جادة لإعادة إدخال لقبة البرلمان كما أوحى بذلك قبل عودته من مقر إعتكافه الإختياري بمدنية ايوا ايمز بالولايات المتحدة الأمريكية منع الأستاذ ياسر من دخول بيت الضيافة والقصر الجمهوري كذلك (الله يكون في عونك) أستاذ ياسر في زمن المتاعب والمقالب ، الأزمة أكثر تعقيداً من الإلتفات إلى مواقف الإنقاذ منه والرأي العام مشغول بالحراك الخطير الأمر الذي فوت عليه فرصة التعاطف والمواساة.

الإهانات المتكررة التي تعرض له خلال الأزمة الأخيرة بين الشريكيين بإسقاط اسمه ضمن وفد الفريق سلفا بقيادة د.مشار لتسليم مذكرة فض الشراكة ورفض رئيس النظام قبول ترشيحه كمستشار سياسي بالقصر الجمهوري وقبل ذلك إستعجال رئيس البرلمان إقالته مع سبق الإصرار كما وصفه وزير العدل بأنه مهرج سياسي كل هذه القرائن تؤكد أنه مستهدف في شخصه من الإنقاذيين ورثاء الجبهة الإسلامية القومية ، لم يغفروا له يساريته المتطرفة وحتى اللحظة يرونه متدثراً بثوب اليسار على الرغم من أنه جلبابه (الموديل) الفضفاض والنائم كبطن الأرنب البكر كما وصفه الأستاذ محمد محمد خير ، ذلك الجلباب كان حديث السياسيين صرفهم عن متابعة أطروحاته بتركيز في عدة منتديات ، الكيزان لم ينسوا له مواقفه الشرسة معهم في جامعة القاهرة فرع الخرطوم وإتهامه بالدموية رغم أن زميله عادل عبد العاطي قد برء ساحته للأمانة والتاريخ ، لم ينسوا له ماضيه الأحمر القاني في مخيلتهم كما حرص سيادته على رسم إشارة النصر وهو (يقدل) على مدرج الطائرة في مطار الخرطوم بعد عودته منتصراً حسب تقيمه الذاتي ضمن وفد المقدمة ، تلك الإشارة غير موفقة من الأستاذ ياسر في تقديري إن كان المقصود بها إنتصار الحركة أم إنتصاره لذاته ، حتى لو كانت عفوية ففي التشفي (إنتباه) وليست نباهه.

بلا شك هنالك من يشعر بالغيرة من إقتراب أستاذ عرمان من قلب الراحل د.قرنق ومنهم من يتجرع كأس الغبطة من إستلهامه لأطروحات السودان الجديد هؤلاء إن كانوا وحدويون إما الإنفصاليون وما أكثرهم هذه الأيام فيرونه جلابي في جلباب مهمش (مردوف ويريد ان يمسك بالرسن).

بكل وضوح تتعمد نظام الإنقاذ بسياساتها العرجاء إحراج قيادة الحركة الشعبية بعدم قبوله مرشحيها من أبناء الشمال لتولي المناصب الدستورية وعدم الكف على توجيه إنتقادات لاذعة لأداء التنفيذيون منهم خلال الفترة الماضية ، هذا السلوك لا يخلو من خبث ومكر سياسي يخدم مصالح وأهداف (الإنتباهيون) وينبغي ألا يفوت على إنتباه قادة الحركة لهذا المخطط الشرير والذي يصنف ضمن سياسة فرق تسد التي إعتمده النظام لإفساد التواصل الإثني بين أبناء الوطن وتمزيق التواصل السياسي بين مكوناته وقد أكده الفريق سلفا من داخل القصر الجمهوري خلال الأيام الماضية في معرض تأكيده على مسئولية النظام عن تصدع حركات دارفور الثورية ولا أحد يستطيع قدح هذه الحقيقة ، اقال والي سنار وزيرة الصحة بحكومته السيدة كبيدة بطريقة لا تنقصها العجرفة ، وتعرض وزير الدولة بوزارة العمل الدكتور محمد المصطفى لوابل من الإنقاد خاض فيه حتى رئيس النظام نفسه وأخير رفض النظام ترشيح المعلم د.منصور خالد لتولي وزراة الخارجية قدحا في وطنيته وتشكيكا في نواياه ، لم تدافع قيادة الحركة بشكل جدي عن هؤلاء التنفيذيون الشماليون مما جعلهم يتأملون فيما تضمرها ضدهم وهذا الدفاع الفاتر من قيادة الحركة بالتأكيد يقتل حماس أبناء الشمال المنبهرين بطرح السودان الجديد
ماذا يفعل أستاذ ياسر الذي قال أنه رفض الوزارة لموقف مبدئي من المناصب التنفيذية الحارقة ، أراد ان يقفز بالزان فطاق للمستشارية كتأكيد للذات وهذه المخاطرة في تقديري يعتبر نمو غير طبيعي ، كادر فقيادي فمستشار مرة واحدة ولا أدري كيف يكون الشخص مستشاراً دون أن يعمل بالخدمة المدنية ولا ليوم واحد؟ لا أشك مطلقاً في أهلية الأستاذ ياسر لدخول القصر فهناك من لا يملك ذرة من علمه ويتبوء مناصب ما فوق المستشارية في زمن المهازل وخلل المعايير بيد أن من يحترم نفسه وينتهج الواقعية لا يقيس على تلك المعايير.

. ماذا يفكر فيه؟ هل عودته من الولايات المتحدة لم تكن محسوبة جيدا؟ هل يفكر في معبد آخر ليعتكف فيه ؟ الأستاذ ياسر ليس من النوع الذي يستلم للخصم ولم يكف يوما عن العمل على تأكيد ذاته هل ينحني للعاصفة وينتظر فرصة مناسبة لمواصلة التحلق مع النجوم أم يأفل نجمه بأفول نجم السودان الجديد الذي أعتبره حزنه الكبير ، سنضعه في بؤرة أرصدتنا لنرى ماذا يفعل.

ليست هناك تعليقات: