الجمعة، يناير 30، 2009

ماذا يتوقع ثوار دارفور من د.نافع؟-18-10-2007م

هل يتوقع الثوار أن يهبط د.نافع من علياه والجلوس معهم في منصة تتساوى فها قاماتهم كسودانيين؟ هل ينتظرون منه الإنسلاخ من غطرسته ومراعاة كبريائهم وأنفتهم كدارفوريون أصلاء لهم قضية عادلة أم يستمر في النظر إليهم بإزدراء كقطاع طرق وخونه وعملاء للإمبريالية كما عرفناه؟ هل تمرن على ضبط مشاعره ونضج إنفعالياً أم نتوقع منه مزيداً من الشطط على شاكلة (نحن غبش وأبناء غبش والرهيفة تنقد) هذه التساؤلات يجب أن يتأمل فيها أعضاء تفاوض الحركات الثورية قبل الدخول إلى قاعات المفاوضات المقبله ومقابلة نافع وجهاً لوجه لأنهم بدون البراعة في التعامل مع عنجهية هذا الرجل سوف يطيلون معاناة أهلنا في دارفور.

كل يوم يزداد قناعاتي بإن نظام الخرطوم يستهدف مواطن دارفور ويتعمد إطالة عمد معاناته آيات هذا الإستهداف إسناد ملف القضية منذ إنلاع الثورة إلى أشخاص لديهم مواقف سالبه تجاه القضية إبتداءاً من الشريف بدر مروراً بالمرحوم مجذوب الخليفة وقتها حسبنا أنه ليس هناك من هو أسوء منه فإذا بالملف يدخل مكتب د.نافع الشديد العتمة تفائلنا مرة واحد خيراً عندما ذهب على عثمان طه لأبوجا لدفع مسيرة التفاوض إلا انه صُد بالمناكب من مقربي الرئيس الجدد ، كافة صنوف غطرسة النظام و وتصرفاته الإقصائية تختزل في شخص د. نافع على نافع ، تصرفاته الطائشة كلف النظام التنازل عن حلايب وهو جزء عزيز من أرض الوطن لزوم قفل الملف طيلة تواجدهم على السلطة ، د.نافع رغم نيله لشهادة الدكتوراه يعتبر أول سياسي سوداني يستخدم عبارات سوقية في إنتقاده لخصومة دون وازع ، تصريحاته الإقصائية كانت كافية لإجهاض مبادرة جمع الصف الوطني رغم هزليتها ، الأغبش إبن الأغبش بعد ان أعطاه الله ملكاً وعلمه الجلوس على السرير لم يعتلى منصة قط إلا كان منفراً من الإقتراب للسلطة ومحاولة المشاركة في الهم الوطني من اي باب ، يحتكر الفهم والوطنية بشكل ناشف لا يقبل المساومة.

د.نافع لا يؤمن بمساواة السودان في جغرافيته وإثنياته وأيدلوجياته جميع أفكاره وكافة أطروحاته يدل على ذلك ولا ندري كيف سيفاوض الثوار حسب التوجيهات الرئاسية أم حسب رؤيته الشخصية؟ إذا أخذنا في الإعتبار أنه الحاكم الفعلي أن لم نقل المطلق للسودان الآن فهو مساعد الرئيس النافذ والأوحد بعد وفاة د.مجذوب الخليفة وهو الأمين السياسي والمُسير الأوحد لحزب المؤتمر الوطني وهو المسئول الأمني السابق والمشرف الحالي على اللواء قوش وأخيراً إستلم ملف أهم قضية ليست في السودان فحسب بل في العالم ، حقيقة جمع كافة أختام السلطة ورفل جميع ثياب الصولجان ولم ينقصه سواء لقب الرئيس ، كل هذه الصلاحيات في يده فمن يا تُرى يستطيع أن يُملى عليه ما لا يرغب فيه ويرغمه على تغيير قناعاته التي تعبر بصدق عن توجهات الإنقاذ.

الإنقاذ ينتظر من قوات الهجين نفخ الروح في إتفاق ابوجا الذي ولد ميتاً فهو إن جلس للتفاوض مع الثوار قبل معرفة حقيقة هذا المخلوق الهلامي بلا شك سوف يفاوض بعقل غير مفتوح وإذا كان عقل الإنقاذ هو عقل نافع المغلق فعلي الثوار إختصار الوقت التوجه شطر تقرير المصير والإنفصال الذي يرونه بعيداً ونراه قريباً ، فسلطنة المساليت آخر كيان تم ضمها للسودان بخارطته الحالية عام 1919 وقبلها كانت سلطة دارفور الإسلامية في نوفمير 1916م ماذا ينقص دارفور للمطالبة بالإنفصال إذا لم يقيض الله للسودان من حاكم رشيد سواء د.نافع وأمثاله؟ ومعارضة كسيحة (يهدر بارك) دارفور كانت لها كيان سياسي معتبر قبل تأسيس الدولة السنارية بعدة عقود وكانت ممثلة في عصبة اللأمم والباب العالي ولها قنواتها التجارية وتواصلها الثقافي مع محيطة الإقليمي فقد وجدت آلات زراعية مكتوب عليها حروف هيروغلافيه بجبل مرة ولم تنقصها جيش مقدام وتراث ثقافة الحكم وكان لآخر سلاطينها السلطان على دينار مسبك لسك العملة التي تسمى (رضينا) تضرب من قدور نحاس الحلي والعطور ، الآن الظرف متواتي أكثر من السابق ، العولمة إختصر العالم في قرية إلكترونية والألياف البصرية إختصرت الزمان والمكان و الطرق القارية المعبدة تغنى عن طريق الأربعين الصحراوي الممتد ، والشركات متعددة الجنسيات تفي بالتقنيات المطلوبة وهى تنفع وتستنفع والمطارات الدولية والطائرات العملاقة عابرة القارات تعتبر وسائل فعالة عند الطوارئ ، أليس هذا افضل من المهانة والإزدراء من دولة تقمط حقوقنا ولم تتوانِ في إهانتنا بكافة الوسائل بعد أن شاركنا في بنائها من الأساس بمقدراتنا ودم أجدادنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ماذا نريد منها؟ الكيان؟ كان لنا كيان افضل منها بكل المعايير!!

الإنفصال يبدأ في الدماغ ويستشري في النفس ، وئد طريق الإنقاذ الغربي .. مثلث حمدي الذي بتر دارفور من السودان .. الحقد الذي سكبه الزبير طه على أبناء دارفور بالمهندسين وأخيراً مداهمة معسكر كلمة بحجة البحث عن أسلحة التي تأج بها أحياء الخرطوم لدرجة إستقدام متفجرات القرانيت في النزاعات العائلية ، لم ينظف أحياء الخرطوم من المسلحين والمجرمين ويذهب لترويع النازحين المطمئنين في معسكر كلمة ، المركز يغلف رسائله ولكنها تصلنا صافية وجلية ، حاجز الإنفصال النفسي تزداد يوماً بعد يوم والأمل في حل معضلة الحكم في السودان يكاد يصل أدنى مستوياتها بسبب ضعف المعارضة ، لم يكن الحكم الذاتي ضمن أجندة الثوار يوم تفجرت عام 2003 أما الآن فهو الحد الأدنى لجزء منهم بعد أن صعد جزء مقدر منهم إلى منصة الإنفصال وسوف لن يهبطون منها ولا يلومنهم أحد أن إستعانوا بالجن الأحمر في سبيل تحقيق ذلك.

أكاد أجزم أن جميع أبناء دارفور يتمنون من قلوبهم الصادقة بأن يهدى الله قلب الحاكم المتجبر نافع وينير بصيرته بما يمكنه من الإعتراف بمظالم أهلنا والعمل بصدق للإستجابة لها وإعطائنا حقوقنا المسلوبة ذلك يريح قلوبنا ويجعلنا نلعن الشيطان ونستغفر الله وإلا فنحن مضطرون ومرغمون وليس للمضطر شريعة والمضطر يركب الصعب وقد ركبناه ولم نترجل عنها وأن أكملوا إبادتنا وكما يقولون إجلاء الصارم عيب وإخماده جبن.
وما من رضا سار قطار الثورة × مطيتنا ومن يضطر يرضى بما يركب.

ليست هناك تعليقات: